أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر نهاية الشهر الماضي برنامجا أسمته: "لوحتي"، ويهدف البرنامج بحسب ما أورده بلاغ للوزارة ، إلى تسهيل ولوج الطلبة إلى الخدمات الرقمية، وكذا تعميم تكنولوجيا الاتصال والمعلوميات بالجامعة المغربية، إضافة إلى تحديث منظومة التعليم العالي والرفع من مستوى التكوينات، وتعزيز التفاعل بين الطلبة ومحيطهم السوسيو اقتصادي. البرنامج والذي سبقته حملة "ترويجية" سيسمح لجميع الطلبة المسجلين بمختلف الجامعات الوطنية وكذا مؤسسات التكوين المهني، بالإضافة إلى جميع الأطر المنتسبة إلى الجامعات المغربية، من الاستفادة بأثمان تفضيلية من "لوحات إلكترونية 2 في 1" (طابليت 2 في 1)، معززة بمضمون وتطبيقات بيداغوجية رقمية، تم تطويرها بتعاون مع الشركاء التكنولوجيين للوزارة (مايكروسوفت إنتل). المشروع والذي ووجه بانتقادات من أوساط الطلبة أنفسهم، ومن طرف مختصين في مجال تكنولوجيا المعلوميات. في هذا السياق أكد الأستاذ محمد بنساسي رئيس الاتحاد العام لطلبة المغرب في حديث خاص سابق لموقع " أخبارنا المغربية " أن الطلبة عقدوا آمالا كبيرة على هذه المبادرة التي اعتبرت ظاهريا إيجابية لمسار الطالب(ة)، وستمكنه دون شك من مواكبة المعلومة التي هي في تجدد مستمر، إلا أنه باطنيا اتضح لنا من خلال الاثمنة المقدمة أنها صفقة مربحة للوزارة والشركات المتعاقدة معها، في إقصاء تام لمصلحة الطالب التي مافتئ يتغنى بها السيد الوزير. المُتحدث أضاف أن المفاجأة الكبرى والصدمة المخجلة أن الاثمنة المحددة من قبل الوزارة أكبر بكثير من الاثمنة الموجودة في السوق العادية والموجهة للعموم، الأمر الذي يحيلنا إلى طرح أكثر من علامة استفهام كما ننتظر بفارغ الصبر إجابات شافية ومقنعة من قبل السيد الوزير. أمين رغيب خبير إعلاميات، وصاحب مدونة "المحترف" المعروفة وطنيا وعربيا وجه تحذيرا مباشرا وصريحا للطلبة من خلال فيديو نشره على اليوتيوب، وأرفقه بنص جاء فيه: "واخيرا تم إطلاق برنامج لوحتي ، الذي كان ينتظره الطلبة المغاربة بفارغ الصبر، وبعد عدة اشهر طويلة من الاعداد لمشروع يتوخى تزويد طلبة الجامعات بالأجهزة الالكترونية بغية تسهيل الوصول إلى المعلومة ، لكن مباشرة بعد ان تم الإعلان عن هذا البرنامج وطرح هذه اللوحات واثمنتها في الموقع نال وزيرنا الداودي وابلا من السخرية والإنتقادات حول ثمن هذه اللوحات. من جهتي بحثت في هوية هذه اللوحات خصوصا ان هناك بعض الاجهزة التي سمعت بها لاول مرة من خلال هذا البرنامج ، فإذا بي اجد ان هذه اللوحات هي لوحات صينية رديئة صنعت من طرف شركات صينية تحت طلب مقاولات مجهولة بغية '' التبزنيس '' في فقر الطلبة وإحتياجاتهم . حيث يتم تصنيع هذه اللوحات في الصين بثمن زهيد جدا ويطبع "رمز" يختاره الزبون (المقاولة) وبعد ذلك تُباع هذه اللوحة إلى الطالب بأضعاف أضعاف ثمنها دون حياء !! فإلى متى هذا الإستحمار سيدي الوزير ؟" الوزير لحسن الداودي لم ينتظر طويلا، خصوصا وأن الإنتقادات والتي قد تتحول لاحتجاجات آخذة في التصاعد، حيث صرح الداودي للموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية حيث شبه السيد الوزير هاته الإنتقادات "بقصة جحا والحمار"، مضيفا أن "هناك نوع من الناس لا يستطيع الحياة بدون انتقاد، وبالتالي فأي شيء تقوم به سوف ينتقدونه، سواء أكان ايجابيا أو سلبيا". الداودي والذي بدا غاضبا قال أن "الذين يتكلمون عن البرنامج يتكلمون عن جهل، بل منهم بعض الموظفين، الذين نشروا في بعض المواقع تعليقات وانتقادات، والحال أن البرنامج لا يعنيهم إنما هو خاص بالطلبة"، وتابع "هذا غير بعيد عن بعض الأشخاص الذين لا يعرفون عما يتحدثون، لأنهم يجهلون أننا دعونا كل البائعين في المغرب، وكانت منافسة شديدة، والذين تم اختيارهم، هم الذين قدموا أجود عرض والأقل ثمنا"، مضيفا أنه "ليس من المفروض على جميع الطلبة أن يشتروا هذه الأجهزة، وإن ُوجد عرض أفضل في السوق فبإمكان من أي كان أن يذهب إليه"، مضيفا أنه "ليس هناك دعم، وإنما هناك تخفيض لمن يريد أن يشتري، وخطابنا وبرنامجنا موجه لهذه الفئة، وعوض أن يذهب للسوق نحن نقدم له عرضا مخفضا من حيث السعر وبمحتوى أفضل وأجود" وموضحا أن "هذا المحتوى الذي بهذه اللوحات، هو أغلى من اللوحات نفسها، فالشركات المنتجة للوحات لن تبيع بالخسارة، لأنها تقوم بالتجارة وليس شيئا آخر، ونحن سعينا إلى تقديم محتويات ملائمة وأكثر جودة". واعتبر المسؤول الحكومي مستأنسا بطريقة بنكيران أن "الذي بدأ هذه الإشاعات هم بعض الموزعين الذين يرون أن السوق سوف تنفلت من بين أيديهم، فنحن نتكلم عن مليون وأربعمائة شاب سوف يستفيدون من هذا البرنامج، فخوفهم من الكساد هو الذي دفعهم الى نشر مثل هذا الكلام، وكذا الموزعين الذين لم يتم اختيارهم، يساهمون هم أيضا في نشر هذه الإشاعات، حتى لا يفقدوا زبناء محتملين لمنتجاتهم".