يبدأ وزير الشؤون الخارجية المغربي الجديد سعد الدين العثماني الاثنين زيارة للجزائر، هي الاولى له الى الخارج، بهدف تحريك العلاقات بين البلدين و"اعادة دفع" اتحاد المغرب العربي المتعثر منذ سنوات بسبب التوتر بين البلدين. والعثماني من ابرز قيادات حزب العدالة والتنمية الاسلامي المعتدل الذي فاز في الانتخابات التشريعية واول وزير خارجية مغربي يزور الجزائر منذ زيارة محمد بن عيسى في 2003 من اجل تحريك "عملية بناء" المغرب. وسيصل الوزير المغربي قادما من القاهرة حيث شارك في اجتماع مجلس وزراء الخارجية للجامعة العربية حول الوضع في سوريا. وتستمر الزيارة التي جاءت بدعوة من وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي، يومين وسيلتقي خلالها بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وقال الوزير الجزائري المنتدب المكلف الشؤون المغاربية والافريقية عبد القادر مساهل ان هذه الزيارة تأتي في ظل التغييرات الجارية في العالم و"الارادة المتبادلة" لدى جميع دول المنطقة في "بعث" اتحاد المغرب العربي. ويضم اتحاد المغرب العربي الذي تأسس في شباط/فبراير 1989 وتترأسه ليبيا حاليا خمس دول هي ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا. لكن هذه المنظمة الاقليمية تعاني من الشلل منذ سنوات بسبب الخلافات بين اعضائها. والعلاقات بين المغرب والجزائر متوترة منذ عقود بسبب نزاع الصحراء الغربية. وتأخذ الرباط على الجزائر دعمها لجبهة البوليساريو التي تطالب بتنظيم استفتاء ترعاه الاممالمتحدة لتقرير مصير هذه المستعمرة الاسبانية السابقة التي ضمها المغرب في 1975. ويقترح المغرب على الصحراويين استقلالا ذاتيا تحت سيادة المملكة. واشار الدبلوماسي ووزير الاتصال الجزائري السابق عبد العزيز رحابي الى ان مشكلة الصحراء الغربية سابقة لانشاء اتحاد المغرب العربي. وقال لصحيفة الوطن ان المغاربة يعتقدون كما اعتقدوا سابقا ان "العلاقات الجيدة" مع الجزائر يمكن ان تستخدم "كمحفز لحل قضية الصحراء الغربية". واكد الناطق باسم وزارة الخارجية الجزائرية عمار بلاني ان هذه الزيارة تدخل في اطار "الديناميكية البناءة التي التزم بها البلدان من خلال تبادل الزيارات الوزارية والتشاور من اجل تعزيز علاقات الأخوة والتعاون التي تربط الشعبين الشقيقين". ومن اهم الملفات العالقة بين البلدين قضية "تعويض الجزائريين الذين طردهم المغرب" بعد اغلاق الحدود بين البلدين بقرار من الجزائر ردا على فرض الرباط تأشيرة على الجزائريين بعد اتهامها للمخابرات الجزائرية بالوقوف وراء اعتداء مراكش سنة 1994. وقال الوزير مساهل ان اعادة فتح الحدود بين البلدبن "ستجد حلا يوما ما". كما تطرح الجزائر "مشكلة المخدرات القادمة من المغرب" اذ يتم ضبط الاطنان في الجزائر ما رفع عدد المستهلكين الى 300 الف مدمن، كما اشارت الى ذلك افتتاحية لصحيفة ليبرتي. وتريد الجزائر ايضا بحث تدهور الوضع الامني في منطقة الساحل بسبب الازمة الليبية، خلال الاجتماع القادم لوزراء خارجية اتحاد المغرب العربي بالرباط في 17 شباط/فبراير القادم بحسب مساهل. وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس دعا في خطاب بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لتوليه العرش في تموز/يوليو الى اعادة الدفئ للعلاقات مع الجزائر وفتح الحدود.