التأكد من كفاءة طبيب الأسنان مسألة صعبة وربما تحتاج لسنوات طويلة، لكن هناك بعض العوامل التي يمكنها أن تعطي انعكاس بمجرد الجلوس على كرسي التشخيص للمرة الأولى. يبدأ التقييم من عملية اختيار الطبيب نفسها، إذ ينصح الخبراء بالبحث عبر شبكة الإنترنت عن معلومات حوله قبل زيارته وربما الإطلاع على تجارب مرضى آخرين مع نفس المعالج، ويحمل الفحص الأولي أهمية كبيرة في تقييم الطبيب، ووفقا ل “DW”، كشفت الجمعية الألمانية لطب وجراحة الفم والأسنان وفقا لتقرير نشرته مجلة “فوكوس” الألمانية، أن الطبيب الجيد لابد أن يقوم بفحص دقيق خلال أول زيارة للمريض، باستخدام الأجهزة الدقيقة وأيضا الأشعة القادرة على كشف أي تلف في جذور الأسنان لا يمكن رؤيته بالعين المجردة. ويحتاج المريض لرصد درجة النظافة في العيادة بدقة، فالاهتمام بالتعقيم والتعامل بنظافة مع الأجهزة التي يستخدمها الطبيب، من الأمور المهمة في التقييم كما أن الجوارب المعقمة وارتداء كمامة الفم والأنف والملابس النظيفة، من الأمور التي لا يتخلى عنها الطبيب الجيد. توعية كافية تسرع الطبيب في طلب خلع ضرس مثلاً أو إجراء تدخل جراحي هو مسألة يجب أن تدق جرس الإنذار، وهنا يجب أن يدرك المريض منذ البداية أن له الحق في توعية كاملة بمزايا ومخاطر أي تدخل محتمل، كما يجب أن يمنحك الطبيب الوقت للتفكير بناء على المعلومات الوافية التي يقدمها لك. ويدرك طبيب الأسنان الجيد، أن الكثير من الكبار والصغار لديهم قلق كبيرة من زيارته وبالتالي فهو يتمتع بالقدرة على امتصاص خوف المريض سواء من خلال توضيح تفاصيل الفحص بشكل كبير وتوعيته بطرق العلاج المختلفة وتوضيح درجة الألم المتوقعة منها، وفقا لتقرير نشره موقع ” kzbv” الخاص باتحاد أطباء الأسنان الألمان. مبدأ الوقاية خير من العلاج اعتماد طبيب الأسنان على مبدأ “الوقاية خير من العلاج” من المؤشرات الإيجابية التي تدل على كفاءته، حيث سيقوم بلفت نظر المريض للإجراءات الوقائية مثل التنظيف العميق للأسنان بشكل دوري، مع تقديم التوعية حول أسلوب الحياة الصحي الذي يؤثر بالإيجاب على صحة الأسنان. هناك بعض العوامل غير المرتبطة مباشرة بكفاءة الطبيب لكنها تلعب دورا مهما في تقييمه بشكل عام، من بينها الانضباط في المواعيد وتقليص فترات الانتظار قدر الإمكان بالإضافة إلى إخبار المريض بإلغاء أو تأخير المواعيد قبل وقت كاف، مع إرسال رسالة نصية أو بريدية تذكر المريض بموعد الفحص السنوي. بعيدا عن الطبيب نفسه يلعب طاقم العمل بالعيادة دورا مهما في الصورة العامة للمكان، إذ من المهم أن يتسم جميع العاملين بالود والصبر ومعرفة كيفية التعامل مع كل مريض باختلاف ثقافته وعمره.