يبدو أن السلطات الأمنية في مدينة طنجة فقدت هيبتها تماما أمام نشوء أجيال من الشباب خاصة في الأحياء الشعبية يحملون عقلية لا تهاب المخزن و يفتخرون بالجرائم و التردد على السجون. عاصمة البوغاز تعيش وضعا أمنيا خطيرا في الاسابيع الاخيرة ، حيث تتوالى جرائم القتل و حالات السرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض و التحرش ضد النساء و الفتيات ، فضلا عن تحدي الخطافة للشرطة ، و الذي أدى الى فاجعة مصرع شرطي دهسا في شهر رمضان . و يقول (ع. ب) ، مواطن من مدينة البوغاز ، أن السيوف و الأسلحة البيضاء أصبحت تُشهر لأتفه الأسباب في الشوارع الرئيسية بعدما كانت المعارك بين تجار ومروجي المخدرات منحصرة في بعض الأحياء الشعبية خاصة بني مكادة . و ارتفعت الاعتداء بالسلاح ظاهرة على المواطنين ، ولم تعد تقتصر على حالات السرقة حتى صار المواطن البسيط يتجنب الدخول في جدال و يفرط في حقه عند تعرضه لمضايقة أو كلام ساقط من طرف شبان يعيثون في الارض فسادا . و سجلت بداية الاسبوع وقوع جريمة قتل بحي "كورزيانة" ببني مكادة ذهب ضحيتها شاب ثلاثيني كان مرفوقا بزوجته ، تعرض لاعتداء شنيع بالسلاح الأبيض ، و حالة تحرش جماعي بامرأة في كورنيش طنجة تم توثيقها في شريط فيديو و تداولها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي. و كشفت ولاية أمن طنجة عن تسجيل 85 حالة اعتداء بواسطة السلاح الأبيض بالشارع العام خلال شهر يوليوز الجاري، من أصل 545 قضية مرتبطة بحيازة واستعمال السلاح الأبيض. و أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك و جمعيات المجتمع المدني بطنجة دعوة للتظاهر يوم الجمعة المقبل تنديدا بانتشار الجرائم بشكل غير مسبوق و المطالبة بفرض الأمن و النظام في المدينة.