أكد رئيس الحكومة، السيد عبد الإله ابن كيران، أمس الثلاثاء بالرباط، أن المغرب سلك دوما سياسة تنبني على الانفتاح على محيطه وإرساء علاقات تعاون دولي مثمرة مستفيدا من موقعه الجغرافي المتميز ومنسجما مع تاريخه المجيد وحضارته وقيمه العريقة المبنية على تلاقح الحضارات والتسامح والانفتاح. وأوضح السيد بن كيران، في معرض جوابه على سؤال محوري تقدمت به فرق ومجموعة الأغلبية، بمجلس النواب، حول موضوع "الشراكات مع المؤسسات الدولية"، ضمن جلسة الأسئلة الشفوية الخاصة برئيس الحكومة حول السياسة العامة، أن هذا التوجه تعزز من خلال نهج سياسة الانفتاح الاقتصادي التدريجي، مما مكن المغرب من إبرام اتفاقيات للشراكة والتبادل الحر مع مجموعة من البلدان، ومن تكثيف شبكة الشراكات مع المؤسسات الدولية. وأشار السيد بن كيران إلى أن هذه الشبكة من العلاقات تندرج في إطار المبادرات وسياسات التعاون التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة من أجل تعزيز الاستفادة من الفرص التي يتيحها الموقع المتميز للمملكة، وعمقها الإفريقي ومحيطها العربي وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي الشقيقة، والوضع المتقدم الذي تحظى به مع الاتحاد الأوروبي وعلاقاتها المتميزة مع بلدانه، وشراكتها الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكذا اتفاقيات الشراكة والتعاون المبرمة مع باقي شركائها. وبخصوص حصيلة بعض اللجان المشتركة العليا التي عقدتها الحكومة مؤخرا وعلاقات الشراكة الجديدة بين المملكة ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، أكد السيد بن كيران أن المغرب عقد في الآونة الأخيرة أربع لجان مشتركة عليا، مع كل من البرتغال في أبريل الماضي بلشبونة، وفرنسا في ماي الفائت بباريس، واسبانيا في يونيو المنصرم بمدريد، وتونس في الشهر ذاته بتونس العاصمة. وأضاف أن هذه الاجتماعات الرفيعة المستوى تعتبر استمرارية لعلاقات ثنائية متينة مع هذه الدول، تؤطرها معاهدات الصداقة والتعاون وحسن الجوار التي تجمع المغرب بهذه الدول، مبرزا أن مثل هذه اللقاءات تشكل فرصة سانحة لتعزيز علاقات التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي وإغناء الإطار القانوني الثنائي وإطلاق مبادرات جديدة للتعاون في مختلف المجالات. وسجل أن الشراكات مع الدول الأوربية الثلاثة تندرج في إطار تقوية وتعزيز علاقة المغرب مع الاتحاد الأوروبي، الذي تربطنا به شراكة ووضع متقدم منذ 2008. فعلى المستوى السياسي، توجت هذه اللقاءات الرفيعة المستوى بإصدار بيانات ختامية مشتركة بين المغرب وكل واحدة من هذه الدول، تضمنت إشادة هذه الدول بالدور الريادي للمملكة المغربية في المنطقة وبدينامية الانفتاح والتطور التي تشهدها، وكذا بالدور المحوري الذي تضطلع به المملكة على المستوى الجهوي داخل الاتحاد من أجل المتوسط. كما نوهت هذه الدول، يضيف السيد بن كيران، بالنموذج الديمقراطي المغربي المتميز تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، وأشادت بالمقاربة المغربية الرائدة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وبالدور الريادي للمغرب في محاربة الغلو والتطرف من خلال مقاربة شاملة وفي سياق يعزز الإسلام الوسطي السمح المتشبع بقيم الاعتدال والتسامح.