أكد وزير الداخلية الإسباني خورخي فرنانديث دياث وجود "خطر مرتفع" لهجوم إرهابي بإسبانيا، مبرزا أنها اللحظة "الأكثر حساسية" منذ هجمات 11 مارس 2004 بمدريد. وقال الوزير الإسباني، في حديث نشرته صحيفة (أ بي سي) الإسبانية اليوم الأحد، إن هناك "خطرا مرتفعا" لاحتمال حدوث هجوم إرهابي بإسبانيا، وأن "على الرأي العام معرفة ذلك". وأضاف، في هذا الصدد، أن المصالح تحلل ما إذا سعى الإرهابيون خلال الهجوم على فندق إسباني بتونس يوم 26 يونيو الماضي والذي خلف 38 قتيلا، المس بمصالح إسبانيا. وتابع أن الإرهابيين باستهدافهم مواقع سياحية سعوا ل"تأثير تقليدي"، وإيصال رسالة لمختلف البلدان من خلال الضحايا من جنسيات مختلفة، محذرا من نوع جديد من الإرهابيين المتطرفين فشلوا في التوجه لسورية والعراق. وبعد أن أبرز الاعتراف الدولي بفعالية مصالح مكافحة الإرهاب الإسبانية، أشار السيد فرنانديث دياث إلى أن 80 بالمائة من مسلسل التطرف يتم عبر شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي حيث الجهاديون "ينشطون بقوة". ولاحظ الوزير، مع ذلك، أن عدد الأشخاص من جنسية إسبانية الذين انضموا لما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية" أو تنظيم القاعدة يبقى "ضعيفا جدا" مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى، بوجود 116 شخصا، مقابل 1700 بفرنسا. وتأتي تصريحات الوزير الإسباني عشية اعتقال الشرطة ببادالونا في كاتالونيا (شمال شرق إسبانيا) رجلا لقيامه بالدعاية لمجموعة ما يسمى ب"الدولة الإسلامية" على شبكات التواصل الاجتماعي. يشار إلى أن إسبانيا قررت الحفاظ على التأهب الأمني ضد الإرهاب في المستوى الرابع، الذي كان قد أعلن عنه يوم 26 يونيو الماضي، بعد موجة الاعتداءات المميتة الأخيرة بكل من تونس وفرنسا والكويت. وأوضح الوزير الاسباني، أول أمس الجمعة في تصريح للصحافة بأفيلا شمال غرب البلاد، أن "خطة مكافحة الإرهاب تقضي، عند رفع درجة التأهب الأمني إلى المستوى الرابع، بالتقييم المستمر والدوري والمتكرر، بشكل عادي لمدة أسبوع". وأضاف الوزير الإسباني أنه من "الأساسي" و"الضروري" الحفاظ على هذه الدرجة من التأهب الأمني بعد تحليل الوضع. ويعني المستوى الرابع من التأهب الأمني تكثيف وجود الشرطة في الشوارع، وزيادة المراقبة الخاصة بالأماكن التي قد تكون هدفا للهجمات، والبنيات التحتية الحساسة كالمحطات النووية، والتجهيزات الكهربائية، والمطارات، ومحطات القطارات والحافلات. وإلى غاية 23 يونيو الماضي، أوقفت المصالح الإسبانية منذ مطلع السنة الجارية 45 شخصا لهم صلة بالإرهاب الدولي، بحسب أرقام وزارة الداخلية.