بينما اتجهت أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة في مايو الماضي صوب استاد ويمبلي الشهير في لندن لمتابعة المواجهة بين برشلونة ومانشستر يونايتد في نهائي دوري أبطال أوروبا ، كان أبرز المسئولين في عالم كرة القدم منشغلا بقضية أكثر سخونة وهي الانتخابات على رئاسة الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) والفساد المحيط بهذه المنظمة. في أواخر أيار/مايو الماضي ، اختلط الجيد بالسيء في ساحة كرة القدم العالمية من خلال نهائي مثير لدوري الأبطال ومشاكل وفضائح عديدة أحاطت بالفيفا. وقدم المهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي فصلا جديدا من التألق والأداء الراقي ليقود برشلونة الأسباني إلى الفوز الثمين على مانشستر يونايتد الإنجليزي ليستعيد الفريق الكتالوني لقب دوري أبطال أوروبا. وتلقى سير أليكس فيرجسون المدير الفني لمانشستر يونايتد صدمة جديدة من النادي الكتالوني بعدما خسر أمامه 1/3 في نهائي دوري الأبطال بعد عامين من الهزيمة أمامه صفر/2 في نهاية نفس البطولة على الاستاد الأولمبي في العاصمة الإيطالية روما. ولم تكن الصدمة هي الوحيدة للفريق الإنجليزي ومدربه فيرجسون في عام 2011 حيث تلقى صفعة جديدة في وقت سابق من الشهر الحالي بخروجه المبكر من الدور الأول (دور المجموعات) في دوري أبطال أوروبا لصالح بازل السويسري. ورغم ذلك ، كان الحفاظ على لقب الدوري الإنجليزي إنجازا جيدا لمانشستر يونايتد في عام 2011 . وفي الوقت نفسه ، كان عام 2011 عاما رائعا وحافلا بالإنجازات لبرشلونة حيث أحرز الفريق لقب الدوري الأسباني للموسم الثالث على التوالي كما فاز بلقبي كأس السوبر الأوروبي والأسباني. بينما خطف ميلان لقب الدوري الإيطالي لينهي احتكار جاره انتر ميلان للقب على مدار السنوات القليلة الماضية بينما كان بوروسيا دورتموند بطلا مفاجئا للدوري الألماني (بوندسليجا). وفي مفاجأة أكبر بالبطولات العالمية ، توج المنتخب الياباني بلقب كأس العالم للسيدات والتي استضافتها ألمانيا بعدما أطاح بالمنتخب الألماني حامل اللقب وصاحب الأرض من دور الثمانية ثم بالمنتخب الأمريكي في المباراة النهائية للبطولة. وكان فوز الفريق بهذا اللقب دفعة معنوية هائلة لبلاده بعد شهور قليلة من كارثة الزلزال وموجات المد العاتية (تسونامي) التي ضربت اليابان. وفي الوقت نفسه ، توج منتخب أوروجواي بلقب كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) التي استضافتها الأرجنتين في تموز/يوليو الماضي وخرج فيها المنتخبان الأرجنتيني صاحب الأرض والبرازيلي حامل اللقب من دور الثمانية. وبينما شهد ملعب ويمبلي واحدة من أكثر المواجهات إثارة ، كانت هناك مواجهة أخرى غير مرغوبة ولكنها خارج الملاعب بعدما أحاط الجدل وغيوم الفساد بالفيفا قبل أيام من الانتخابات على رئاسة الفيفا. ولم يحضر السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا في ويمبلي لمشاهدة برشلونة في أفضل مستوياته. وتردد أن بلاتر كان منهمكا في إعداد حملة الدفاع عن منصبه في رئاسة الفيفا أمام التحدي والمنافسة التي كانت مقررة أمام القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الأسيوي والذي كان المنافس الوحيد لبلاتر في هذه الانتخابات. ولكن بن همام أعلن انسحابه من الصراع على رئاسة الفيفا قبل أيام من الانتخابات رغم تعهده خلال حملته الانتخابية بأن تكون هناك المزيد من الشفافية في فترة رئاسته للفيفا إذا حالفه التوفيق في الانتخابات. وبمجرد إعلان بن همام عن انسحابه ، ظهرت العديد من الاتهامات ضده بتقديم الرشى إلى بعض الاتحادات والمسئولين لمساندته ودعمه في الانتخابات أمام بلاتر. وشهدت الأحداث عدة تطورات دفعت بالثلاثي بلاتر وبن همام والجامايكي جاك وارنر نائب رئيس الفيفا إلى التحقيقات بشأن ادعاءات بتورطهم في الفساد. وهدد وارنر الفيفا سابقا بما أسماه تسونامي كرة القدم ولكن أحدا لم يتوقع أن ينتهي الصراع الطويل والعنيف بين بلاتر وبن همام على رئاسة الفيفا بانسحاب الأخير قبل موعد التصويت في اجتماع الجمعية العمومية للفيفا. وفي نفس اليوم الذي انسحب فيه بن همام ، أوقفت لجنة القيم التحقيق مع بلاتر الذي أصبح بلا أي منافس على رئاسة الفيفا ليفوز دون عناء بفترة رئاسة رابعة خلال الجمعية العمومية للفيفا والتي انعقدت في مدينة زيوريخ السويسرية. وفي المقابل ، قررت لجنة القيم إيقاف بن همام مدى الحياة عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم وذلك بعد اتهامه بمحاولة شراء أصوات مسئولي الاتحاد الكاريبي خلال حملته الانتخابية بينما استقال وارنر من جميع مناصبه في عالم كرة القدم. وقال بلاتر أمام الجمعية العمومية لدى انتخابه لفترة رابعة في رئاسة الفيفا سنعيد سفينة الفيفا إلى الطريق الصحيح لتسير في مياه نقية وشفافة. وتعهد بلاتر بتنفيذ بعض الأمور منها تغيير طريقة اختيار الدول التي تستضيف بطولات كأس العالم وسط ادعاءات بتورط عدد من أعضاء من اللجنة التنفيذية بالفيفا في فضائح رشى وفساد فيما يتعلق بمنح روسيا وقطر حق استضافة بطولتي كأس العالم 2018 و2022 على الترتيب. وأعلن الفيفا في وقت لاحق من عام 2011 عن تشكيل لجنة مستقلة لإدارة عملية الإصلاح في الفيفا قبل أن يستأنف بلاتر ما وعد به من مكافحة الفساد من خلال محاولاته الإعلان عن نتائج التحقيقات التي أجرتها السلطات السويسرية بشأن تورط مسئولين بارزين سابقين بالفيفا في فضيحة الحصول على رشى من مؤسسة آي.إس.إل التي كانت مالكة حقوق البث التلفزيوني لبطولات الفيفا قبل أن تعلن إفلاسها منذ سنوات. وفي الوقت نفسه ، أعلن البرازيلي جواو هافيلانج رئيس الفيفا السابق استقالته من عضوية اللجنة الأولمبية الدولية قبل أيام من التحقيق الذي كان مقررا معه أمام لجنة القيم باللجنة الأولمبية الدولية بسبب ادعاءات بحصوله على الرشى في القضية نفسها. كما شهد عام 2011 مزيدا من فضائح التلاعب بنتائج المباريات على مستوى الأندية والمنتخبات وكانت أبرزها في تركيا وإيطاليا. وقرر الاتحاد التركي حرمان فناربخشة من المشاركة في دوري أبطال أوروبا. وتأخر انطلاق الموسم الحالي للدوري الإيطالي بسبب الخلاف على اتفاقية العقد الموحد للاعبي الدوري والاختلاف حول أحقية الأندية في منع اللاعبين من المشاركة في التدريب مع الفريق الأول.