انطلقت اليوم الجمعة بالرشيدية، أشغال ورشة عمل وطنية في موضوع " النظام الإقليمي للمعلومات المائية، فضاء لتعاون الجهات الفاعلة من أجل تدبير جيد للموارد المائية " بمشاركة جامعيين ومسؤولين إقليميين ودوليين. وقال عميد الكلية متعددة التخصصات بالرشيدية السيد الحو ماجيدي، خلال الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء الذي تنظمه على مدى ثلاثة أيام الكلية والجمعية العلمية لنظم المعلومات المائية (ساويس) بشراكة مع جامعة مولاي إسماعيل بمكناس ، إن اختيار الموارد المائية محورا لأشغال هذا الملتقى يكتسي أهمية كبيرة على اعتبار راهنية إشكالية التدبير العقلاني للمياه التي أصبحت تطرح نفسها بحكم الطبيعة الجغرافية والمناخية لمناطق الواحات، مضيفا أنه يتعين التفكير في آليات جديدة تضمن تدبيرا مندمجا لتلك الموارد التي تشكل عصب الحياة ومحور تحقيق التنمية السوسيو- اقتصادية. وأبرز عميد الكلية في هذا الإطار أن تلبية الحاجيات من الموارد المائية التي تبقى رهينة التغيرات المناخية، يقتضي في المقام الأول تقنين استعمالها وتثمينها والمحافظة عليها، مؤكدا أن انخراط الجامعة في هذا الإطار يكتسي أهمية كبيرة من حيث إشراك الباحثين والجامعيين في مسلسل بلورة رؤية مشتركة في مجال تدبير الموارد المائية. من جانبه، أكد الكاتب العام لوكالة الحوض المائي لكير- زيز- غريس السيد كمال المقدم، أن هذا اللقاء يشكل مناسبة للوقوف عند الإكراهات والتحديات التي تواجه إشكالية التدبير العقلاني للموارد المائية، التي تشكل عنصرا هاما في حياة الساكنة المحلية، وهو ما يستدعي نهج سياسة تقوم على تدبير اقتصادي وعقلاني في هذا المجال، مضيفا أن إشكالية التدبير في هذا السياق تبرز بشكل كبير مع مسألة التغيرات المناخية ومالها من تأثيرات سلبية على تلبية الحاجيات المائية. وتطرق السيد المقدم، في هذا الإطار، إلى مشروع عقدة الفرشات المائية الذي يهدف إلى المحافظة على الموارد المائية الجوفية بالمنطقة، وكذا حسن استغلالها وتدبيرها بطريقة تشاركية وتشاورية مع كل المتدخلين المعنيين بقطاع الماء بالمنطقة. بدوره، اعتبر ممثل الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان ، أن هذه التظاهرة العلمية تشكل مناسبة لاستحضار الإكراهات وتقاسم الخبرات والتجارب في مجال تدبير الموارد المائية، داعيا إلى استغلال الإمكانيات والمؤهلات التي تزخر بها مناطق الواحات واستثمار مجال العلوم والمعرفة في التعامل مع قضية تدبير المياه، مبرزا الدور الذي تضطلع به الوكالة في بلورة استراتيجية مع الشركاء من أجل الحفاظ على المجال الواحي. من جهته، اعتبر رئيس وكالة الخدمات للمكتب الوطني للكهرباء والماء قطاع الماء بالرشيدية، يوسف رمشون، أن من شأن تضافر جهود كافة المتدخلين من فاعلين مؤسساتيين ومستهلكين أن يساهم في تحقيق تدبير مندمج للموارد المائية وتثمينها والمحافظة عليها، معربا عن استعداد مؤسسته للانخراط مع الجامعة للاشتغال على مواضيع ذات الصلة بتدبير تلك الموارد. ويتضمن برنامج الورشة تنظيم مجموعة من الموائد المستديرة والورشات ستناقش مجموعة من المواضيع تهم عقدة المياه الجوفية في المنطقة، والتدبير المحكم للأحواض المائية، والتغيرات المناخية، واستنزاف الموارد المائية والنمو السكاني والتوسع العمراني .