قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليبيا، الإسباني برناردينو ليون، إن الوقت قد حان للتوصل إلى اتفاق نهائي بين أطراف الأزمة الليبية. وأكد المسؤول الأممي في مؤتمر صحفي بمناسبة انعقاد الجولة الرابعة من المفاوضات بين الفرقاء الليبيين بالصخيرات (ضواحي الرباط) مساء أمس الأربعاء، أنه يتعين على الأطراف أن تعي بأن صبر الشعب الليبي والمجتمع الدولي "له حدود". وأعرب عن أمله في أن تتحلى أطراف الأزمة الليبية خلال هذه المفاوضات ب"الواقعية" و"المرونة"، حاثا هذه الأطراف على تقديم "تنازلات متبادلة". وأوضح ليون أن الأطراف بحثت خلال هذا اللقاء الوثيقة التي طرحتها الأممالمتحدة كقاعدة من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي بين أطراف الأزمة الليبية، مشيرا إلى أن ممثلي البرلمانيين قدموا تعليقاهم ومقترحاتهم بخصوص مضمون الوثيقة. وأفاد بأن الأمر يتعلق بالخصوص بتشكيل حكومة وحدة وطنية، والتوافقات الأمنية، والضمانات الدولية في حال توصل الأطراف لاتفاق نهائي، مؤكدا على الحاجة الملحة لتوافق الأطراف على مضامين الوثيقة الأممية. وأبرز أن نجاح الحوار بين الفرقاء الليبيين يكتسي أهمية كبرى ليس فقط بالنسبة لليبيا ولكن أيضا لمجموع بلدان المنطقة، مشيرا إلى أن الجولة الحالية يمكن أن "تستمر لأيام أو أسابيع". وانتقد المسؤول الأممي الهجوم الذي استهدف أمس الأربعاء وفد المؤتمر الوطني العام لدى مغادرته مطار طرابلس في اتجاه المغرب للمشاركة في المشاورات، داعيا إلى فتح تحقيق في الموضوع. وبعد أن أشاد بالدور الذي يضطلع به المغرب في إنجاح المشاورات، أدان ليون الهجومين الإرهابيين اللذين استهدفا مقري سفارتي المملكة المغربية وكوريا الجنوبية بطرابلس يوم الاثنين، وكذا الهجومات على عدد من المواقع الاستراتيجية بليبيا. وكانت أطراف الأزمة الليبية بمدينة الصخيرات قد استأنفت أمس جلسات الحوار من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الليبية تحت إشراف الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليبيا، الإسباني برناردينو ليون. وتسعى هذه الاتصالات في جولتها الرابعة للتوصل إلى اتفاق شامل كفيل بالخروج بليبيا من الأزمة السياسية التي تتخبط فيها منذ عدة شهور. ويشارك في هذه الجولة ممثلون عن المؤتمر الوطني العام، المسمى "برلمان طرابلس"، و"برلمان طبرق" الذي يحظى باعتراف دولي، فضلا عن مفاوضين مستقلين وممثلين عن المجتمع المدني. ويتضمن جدول أعمال هذه المشاورات التي عقدت جولتها الثالثة بمدينة الصخيرات متم شهر مارس الماضي العديد من القضايا المتعلقة بالخصوص بالتفاهمات الامنية وتشكيل حكومة وحدة وطنية . واستضافت مدينة الصخيرات ثلاث جولات للحوار بين أطراف الأزمة الليبية. ويعقد المجتمع الدولي آمالا كبيرة على الجولة الرابعة من أجل التوصل إلى تسوية نهائية للأزمة في هذا البلد من خلال الحوار. وحظيت الدعوة إلى الجولة الجديدة من المفاوضات بإشادة المجتمع الدولي، حيث أكد مجلس الأمن الاثنين الماضي أنه ينتظر "بفارغ الصبر" جولة الحوار بين الفرقاء الليبيين بالمغرب. من جانبها، نوهت الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا يوم الأحد باستئناف هذه المفاوضات، وحثت الأطراف الليبية على التفاوض "بحسن نية" وفي إطار "روح التوافق".