أكد مدير مديرية الشرق بوزارة الشؤون الخارجية الهندية، السيد أنيل وادوا، أن الهند والمغرب مدعوان للعمل سويا من أجل محاربة الإرهاب والتطرف، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما. وأوضح السيد وادوا، خلال مائدة مستديرة في موضوع "الهند والمغرب: ضرورة التعاون"، نظمتها أول أمس السبت بالعاصمة نيودلهي، مجموعة التفكير (سوسيتي فور بوليسي ستاديز) بتعاون مع سفارة المملكة المغربية بالهند، أن إرساء شراكة متعددة الجوانب بين البلدين يمكن أن يسهم بشكل فعال في دعم الأمن والاستقرار في منطقتي المغرب العربي والساحل، من خلال التأكيد على قيم التعددية والتنوع الديني والتسامح التي يتقاسمها البلدان. وفي هذا الصدد، أعرب السيد وادوا عن إعجابه، خلال زيارته الأخيرة للمغرب في دجنبر 2014، بجهود المملكة في نشر قيم الاعتدال والوسطية والتسامح، منوها بالانخراط القوي للمملكة في تكوين الأئمة المنحدرين من عدة بلدان بالمنطقة. واعتبر أنه يتعين على الهند والمغرب العمل معا من أجل تعزيز سبل التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب، عبر وضع آليات فعالة لتبادل المعلومات الأمنية ووقف تدفق تمويل الإرهاب، على أن يمتد التعاون بينهما نحو إطار إقليمي ودولي. وأكد المسؤول الهندي أنه لم يعد من الممكن تأجيل إحداث مجموعة عمل مشتركة بشأن مكافحة الإرهاب بين البلدين، مضيفا أن السعي نحو إبرام اتفاقية لتسليم المجرمين وأخرى للتعاون القضائي في المجال الجنائي، من شأنه العمل على تيسير وتعزيز جهود الطرفين. ومن جهة أخرى، أشار السيد وادوا إلى أن الهند والمغرب، اللذين حافظا تاريخيا على علاقات ودية وثيقة، بإمكانهما الانخراط معا لاستكشاف الإمكانيات غير المستغلة، والمضي قدما نحو رفع حجم المبادلات الاقتصادية والتجارية، على الرغم من مستواها "المرضي"، من خلال تظافر الجهود بين البلدين. وفي هذا الإطار، أبرز المسؤول الهندي أن حجم التجارة الثنائية سجل ارتفاعا بما مجموعه 361 مليون دولار في سنة 2000 إلى أزيد من ملياري دولار خلال سنة 2011، قبل أن يتراجع إلى 1.4 مليار دولار في سنة 2013 بسبب التأثيرات السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية، لافتا الانتباه إلى أنه ينبغي توسيع مجال التجارة الثنائية، المرتكز على الفوسفاط، ليشمل عناصر أخرى غير تقليدية. وقال إن القطاع الخاص في المغرب والهند مدعو للتفاعل مع بعضه البعض، من خلال تكثيف وتبادل زيارات الوفود التجارية، والمشاركة في المعارض بكلا البلدين وتنظيم تظاهرات اقتصادية، داعيا الكونفدرالية الهندية للصناعة والاتحاد العام لمقاولات المغرب إلى العمل بشكل استباقي، والتفاعل بانتظام على أساس سنوي، بدل الاقتصار على فترة انعقاد اللجنة الثنائية المشتركة. وفي هذا السياق، أشار السيد وادوا إلى أن الاجتماع المقبل للجنة الثنائية المشتركة، الذي سيعقد بالمغرب في وقت لاحق من هذا العام تحت الرئاسة المشتركة لوزيري الصناعة والتجارة في البلدين، ينبغي أن يشكل دفعة قوية للجهود الرامية إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الهند والمغرب. وفي مجال الاستثمار، أبرز السيد وادوا أن المشروع المشترك الناجح في مجال الفوسفاط بمنطقة الجرف الأصفر، يبرز كمثال ساطع لما يمكن أن يحققه البلدان معا، داعيا إلى تعزيز أكبر للشراكة الثنائية في هذا المجال، بحيث يظل المغرب، صاحب أكبر احتياطي في العالم وأكبر مصدر للفوسفاط، موردا مستقرا ودائما بالنسبة للقطاع الفلاحي في الهند. وفي معرض إشارته إلى أن عددا من المقاولات الهندية الخاصة تعمل حاليا وبنشاط في المغرب، أكد السيد وادوا أن حجم الاستثمارات الهندية بالمملكة بلغ 325 مليون دولار.