نظمت مساء اليوم الخميس بأثينا ندوة فكرية حول موضوع (حوض المتوسط أمام محك الربيع العربي) بمشاركة جامعيين من المغرب واليونان، وبمبادرة من سفارة المغرب بأثينا والمركز الأوروبي للتميز جان موني، ومعهد كوستانتينوس سكاراماليس للديمقراطية. وخلال الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة، أكد السيد يانيس فاليناكيس، رئيس المركز الأوروبي جان موني، والوزير المنتدب السابق في الخارجية باليونان، أن بلدان حوض المتوسط مدعوة للتفكير العميق في التطورات التي تعرفها المنطقة منذ خمس سنوات من أجل علاقات حسن جوار وتعاون وتنمية مشتركة، وقال "إن المتوسط هو بحرنا ومصيرنا المشترك". وأضاف أن "المتوسط يجمعنا وفي الآن نفسه يفرقنا، وكل ذلك رهين بنوعية السياسات التي نعتمدها كحكومات"Ü مضيفا أن "الأمر رهين بنا وبترسانتنا المؤسساتية من قبيل الاتحاد من أجل المتوسط من أجل العمل على إيجاد الحلول اللازمة للقضايا المطروحة بحدة في المنطقة وبالخصوص قضايا الديمقراطية وتزايد خطر الإرهاب والتطرف". وأبرز أنه من بين المشاكل المطروحة مسألة الديمقراطية، مضيفا أنه إذا كانت هناك نماذج إيجابية للتنمية والإصلاح الديمقراطي في جنوب المتوسط، ففي المقابل هناك حالات أخرى سلبية، وبالتالي يتعين العمل بشكل مشترك حتى يتسنى للأوروبيين فهم ما يقع في الضفة الجنوبية للمتوسط بشكا أفضل، وأيضا أن تشرح بلدان الضفة الجنوبية هذه الظواهر التي تعرفها وتبدو للأوروبيين معقدة، وذلك بهدف معرفة المجالات التي يمكن العمل فيها مجتمعين. من جهته، أبرز سفير المغرب بأثينا، السيد عبد القادر الأنصاري، أهمية الندوة التي تطرح القضايا التي تعرفها بلدان الضفة الجنوبية للمتوسط منذ خمس سنوات للنقاش بين الباحثين والسياسيين لأهمية ذلك في تطوير جسور التعاون بين الجامعات ومراكز البحث في كل من المغرب واليونان، وتبادل التجارب والأفكار حول مختلف القضايا التي تعرفها المنطقة. وأضاف أن الندوة فرصة للإجابة عن التساؤلات المطروحة على صعيد اليونان بشأن التغيرات والمشاكل الحاصلة في جنوب المتوسط والمرتبطة بما يسمى بالربيع العربي، وأيضا مناقشة مستقبل الفضاء المتوسطي في ظل تلك التحولات. ومن جهتها، أبرزت السيدة رودي كراتسا تساغاروبولو، رئيسة معهد كوستانتينوس كاراماليس للديمقراطية، ونائبة سابقة لرئيس البرلمان الأوربي، أن حوض المتوسط هو مهد الحضارة ويجب أن يستعيد مكانته الهامة في ظل النظام الدولي الراهن، داعية الاتحاد الأوربي إلى تعميق العلاقات بين بلدان المتوسط من أجل مواجهة التحديات المطروحة. وقالت إن فضاء المتوسط في حاجة إلى النقاش والدراسة والبحث بهدف تقديم أدوات فعالة على مستوى السياسة، مشيرة إلى أن منطقة جنوب المتوسط معقدة تستدعي الحذر في الدراسة والتناول، كما أنها تواجه تحديات الارهاب والتطرف الذي يهم كل دول حوض المتوسط بل يمتد إلى إفريقيا جنوب الصحراء وغرب إفريقيا. وستناقش أشغال هذه الندوة التي حضرها سياسيون وباحثون وطلبة جامعيون عددا من القضايا المرتبطة بحوض المتوسط من خلال عروض يلقيها كل من السادة فتح الله السجلماسي الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط ، وعزيز حسبي الاستاذ بجامعة الحسن الثاني والوزير السابق، ومحمد زكرياء أبو الذهب الاستاذ بجامعة محمد الخامس، وإيرينا شيلا رئيسة شعبة الدراسات الأوربية بكلية العلوم السياسية والاجتماعية بجامعة بانثيون، وكوسكتاس إيفانتيس الأستاذ بجامعة أثينا.