إن تطور الشعوب لا يبنى على الكهول أو الشيوخ ، بل يبنى على الأطفال الصغار الذين هم العمود الفقري لمستقبل الامة ، و لهذا تعد تربية الأبناء أعظم عمل للأبوين و الام بالخصوص. لكن لنسلط الضوء على تربية الابناء في المجتمع المغربي. فجل المغاربة كلمة حبيبي و عزيزي عندهم حرام . و قَلَّ ما يسمع الإبن من اباه أو أمه كلمات تعبر عن الحب ، و لهذا الطفل ينشأ على اللاحب، و كثير من الأطفال ، يصابون بأمراض نفسية بسبب أبائهم . فالولي ( الاب ، الام ...) المغربي(ة) عندما يرى إبنه يلعب لعبة ربما تؤثر على صحته أو فَعَلَ فعلا لا يجوز داخل القانون الداخلي للعائلة يقول له: ( "ألمسخوط" "ألعفريت" "أجن" "أسلجوط" "ألبرهوش"....لا تلعب هذه اللعبة أو لا تفعل هذا الفعل ). فإذا تأملنا في هذا القول الصادر من ولي الأمر سنجد فيه خوف على الابن من الاصابة بمكروه ، لكن يعجز ولي الأمرعلى التعبير عن ذلك الخوف بكلمات فيها حب و حنان ، كأن يقول: " يا بني يا حبيبي لا تلعب هكذا ، فهذا اللعب خطير على صحتك ، و من سيبقى إبني؟؟ إذا مرضت أو أصابك مكروه ". و الأمر لا يتعلق فقط باللاحب في التربية، بل عمل المرأة أصبح عائق أمام تكوين و تربية الأبناء تربية حسنة ، صحيح أن للضرورة أحكام، لكن الغريب هو أن بعض النساء لهن أزواج ميسورين و يرغبن في العمل . فالأم إن ربت أبناءها أحس تربية ، سنحد من عقوق الوالدين و ستنتفع الامة بهؤلاء الابناء في المستقبل.