قلة النوم أو النوم المتقطع تؤدي لاضطراب التوازن الهرموني الطبيعي وعلى الشهية، بشكل تتمثل أولى تبعاته في الإصابة بالسمنة والسكري إذ رصدت دراسة عملية تأثير قلة النوم على الرغبة في تناول السكريات والدهون الحيوانية. أجرى باحثون ألمان تجربة عملية لمعرفة الارتباط بين قلة النوم والسمنة، إذ راقبوا مجموعة أشخاص حرموا من النوم لليلة كاملة، ثم فحصوا التغيرات التي حدثت في أجسادهم. وبتحليل الدم بعد ليلة خالية من النوم، رصد الباحثون تغيراً في نظام الشهية لدى المشاركين في التجربة، إذ زاد إفراز هورمون الغريلين المسؤول عن تحفيز الشعور بالجوع فيما تراجع هورمون الشبع، ليبتين في الأنسجة الدهنية وهو ما يعزز من شعور الجوع في الدماغ. وتناول المشاركون في التجربة صباح اليوم التالي 300 سعر حراري أكثر على وجبة الإفطار مقارنة بالسعرات التي يتناولوها في الأيام العادية وهو ما أرجعه الباحثون إلى زيادة الرغبة في تناول الحلويات والدهون الحيوانية الناتج عن قلة النوم. ومن ضمن التغييرات التي رصدها الباحثون على المشاركين في التجربة، كانت تراجع معدل حرق السعرات الحرارية وبالتالي يتم تخزين الطاقة الزائدة التي تتحول إلى دهون في الجسم. وأثبتت تجارب أخرى أن النوم غير العميق والمتقطع له نفس تأثيرات قلة النوم على الشهية، إذ يؤدي لتحولات في نظام التمثيل الغذائي للسكر. في الوقت نفسه لاحظ العلماء أن تركيز الأنسولين في الدم بعد ليلة من النوم المتقطع، كان أقل من الأشخاص الذين ناموا بشكل طبيعي كما أن خلايا الجسم تتعامل مع الأنسولين بصعوبة وبالتالي يصبح امتصاص السكر من الدم أكثر صعوبة، وهو ما يمكن أن يؤدي على المدى الطويل للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.