قالت مصادر من المنطقة إن طفلة عمرها سبع سنوات في أنفكو، التابع لإقليم ميدلت، فارقت الحياة، مساء أول أمس الاثنين، نتيجة مرض مفاجئ ناتج عن ظهور دماميل واحمرار في الجسم، وارتفاع في درجة الحرارة، إضافة إلى القيء. وقال المهدي بن عيسى، رئيس جمعية أكدال بأنفكو، في اتصال هاتفي مع "المغربية"، إن الضحية نقلت، قبل وفاتها بأيام، إلى المركز الصحي، وكشف عليها من طرف الممرض، لكن أسرتها لم تحصل على الدواء، من أجل العلاج. وأضاف بن عيسى أن عامل بعد الصيدليات عن المنطقة وعوز أسرت الضحية حال دون الانتقال إلى مركز المدينة لاقتناء الأدوية، مشيرا إلى أن المتوفاة كانت تعاني دماليل واحمرارا وتتقيأ بصفة مستمرة. وأوضح المتحدث أن عشرات الأطفال في أنفكو طريحو الفراش، بعد تعرضهم لعدوى المرض من طرف الضحية، مطالبا ب"ضرورة تدخل وزارة الصحة لإنقاذ الأطفال والرضع من موت محقق". أما علي أمزيل، وهو من أقارب الضحية، فقال ل"المغربية" إن" حوالي 40 طفلا لا يبرحون منازلهم، ولديهم دماميل في الفم، ويتقيأون باستمرار، وحرارتهم مرتفعة، في غياب تام للأدوية". وأضاف أمزيل أن انعدام الأدوية بالمركز الصحي حال دون إنقاذ حياة الضحية، ودون انتقال العدوى إلى أطفال آخرين. وللمزيد من المعلومات، اتصلت "المغربية" بمندوبية وزارة الصحة بميدلت، فقال إدريس دحو، نائب مندوب وزارة الصحة، إن المصالح الطبية انتقلت إلى عين المكان، وجرى الكشف على الطفلة، قبل وفاتها، وطلب من عائلتها ضرورة نقلها إلى المستشفى، إلا أنها رفضت لتفارق الحياة مساء اليوم نفسه. وربط نائب المندوب وفاة الطفلة بسقوطها بالمنزل، وإصابتها في الرأس ما نتج عنه حالة التقيؤ والوفاة. أما في ما يتعلق بوجود حالات مرضية مشابهة في صفوف عدد من الأطفال بأنفكو، فأجاب نائب المندوب بأن الأمر يتعلق بمرض الحصبة (بوحمرون)، مشيرا إلى أنه جرى توزيع الأدوية على أسر هؤلاء الأطفال، من أجل تناوله. وأضاف دحو أن ظهور مرض الحصبة ناتج عن عدم خضوع بعض الأطفال للتلقيح ضد المرض. يشار إلى أن دواوير في أنفكو وتونفيت عرفت تقلبات جوية، إذ اجتاحت المنطقة، منذ الأحد الماضي، موجة بارد قارس، أربكت أسر الأطفال وانتابتها حالة من الذعر والرعب، مخافة فقدان أطفالها، بسبب ظهور أمراض معادية. يشار إلى أنه، في أكتوبر من السنة الماضية، فارق حوالي 22 طفلا ورضيعا الحياة في دواوير بأنفكو وتونفيت، بسبب تعفن في الأمعاء، نتيجة شرب مياه الوادي وحليب البقر.