"ناظور24" احتضن المركب الثقافي بالناظور ، عشية اليوم الخميس 28 ابريل الجاري ، فعاليات اليوم الاول من الملتقى الوطني السادس للشعر الامازيغي ، الذي نظم تحت شعار » الشعر الامازيغي إبداع و هوية » ، و قد حضر الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى عامل الإقليم العاقل بنتهامي و مناديب الوزارات المعتمدة بالناظور ورؤساء المصالح الخارجية ، و شخصيات سياسية وجمعوية ، و عدد من المهتمين بفن الشعر و الثقافة بصفة عامة . كما عرف مشاركة شعراء امازيغيين من الريف و سوس و الأطلس بالإضافة إلى ضيوف من اسبانيا و هولندا . و في كلمته بالمناسبة شكر محمد ميرة ، رئيس جمعية الماس للثقافة و التنمية كل الشعراء المغاربة و الأجانب الذين لبوا دعوة الحضور، من اجل إتحاف الجماهير الحاضرة بإبداعاتهم المتميزة ، وقال ميرة ان هذا الملتقى يأتي في إطار تكريم الثقافة و اللغة الامازيغيتين ، من خلال إبراز مكنوناتها ، و مميزاتها الجمالية ، باعتبارها اقدم ثقافة في المغرب . وأضاف أن جمعيته حملت على عاتقها، و منذ تأسيسها سنة 1991 ، هم الشأن الثقافي الامازيغي ، رغم العقبات التي وجدتها هذه الثقافة المتجذرة في التاريخ في طريقها ، و التي كيلت لها عدة اتهامات بالتخلف و الانانية ، لكنها اصطدمت مع الارادة الملكية ، حيث بادر ملك البلاد إلى إعطاء أوامره لإدراج اللغة الامازيغية في المنظومة التربوية الوطنية ، و انشاء المعهد الملكي للثقافة الامازيغية ،و القناة الامازيغية ، سعيا منه لاعادة الاعتبار لهذه اللغة التي طالها الغبن منذ عقود ، تكللت بخطاب التاسع مارس الذي تقرر فيه اعتماد اللغة الامازيغية كلغة رسمية لكافة المغاربة ، حيث دعا ميرة الى التفاعل الايجابي مع هذا الورش الكبير . من جهته اعتبر مندوب الثقافة بالناظور هذا الملتقى قيمة مضافة للحقل الثقافي بالناظور ، الذي عرف حركية كبيرة في السنوات الأخيرة على كافة المستويات ، و الحقل الثقافي كان حاضرا في تلك الحركية مما أعطى إشعاعا كبيرا للعنصر البشري بالمنطقة . وشكر بالمناسبة عامل الاقليم على دعمه للمجال الثقافي بالناظور، من خلال وقوفه الشخصي على كافة الاوراش الثقافية التي عرفها الناظور منذ تعيينه على رأس عمالة الناظور . وأسهب مندوب الثقافة في تعداد الأهداف و الرسائل السامية التي يحملها الشعر إلى الانسانية جمعاء ، من خلال اظهاره للمكنون الثقافي للشعوب ، سيما الشعب المغربي الذي يمتلك ثقافة تتميز بالتنوع و الغنى .و تمنى في الأخير التوفيق للجميع . و في كلمة مقتضبة أكد ممثل المعهد الملكي للثقافة الامازيغية ، محمد صلو ،ان هذا الملتقى كان حلما فتحقق ، و ان المعهد الملكي حرص اشد الحرص على دعم هذه التظاهرة الثقافية الرائدة ، و ايلائها الاهتمام الذي تستحقه ، بهدف ابراز الجوانب السامية في الثقافة و اللغة الامازيغيتين ، اللتان تحضيان بمكانة متميزة في المنظومة الثقافية المغربية ، المتسمة بالتنوع و الغنى ،سيما ان اللغة الامازيغة اصبحت في الاونة الاخيرة محط مناقشات عدة . وبعد ذلك تم تكريم مجموعة من الشخصيات الشعرية، وطنية و اجنبية ، عرفانا بالمجهودات التي تبذلها في سبيل الرقي بالثقافة الامازيغية و الشعر بصفة عامة .حيث اشرف عامل الاقليم على تسليم لوحات تذكارية لكل من الشاعر الاسباني انطونيو مرين البلاط ، و الشاعر الهولندي الراحل جان جاكوب يسلوتشوف الذي تسلمت اللوحة التذكارية الخاصة به حفيدته ، و الشاعر عبد الرحمان بلوش ، بالاضافة الى الشاعر الامازيغي الناظوري سعيد الموساوي ، الذي اتحف الحضور بمجموعة من قصائده الشعرية المتميزة . ليتم فسح المجال بعد ذلك لمجموعة من المواهب، سواء تلك التي تملك باعا طويلا في حبك القصيدة الامازيغية ، او تلك المواهب الصاعدة التي أبانت عن قدرة كبيرة في نتسج الكلمة العذبة و الصور الشعرية المتميزة .وتناوب على إلقاء قصائد شعرية عذبة ، استحسنها الحاضرون ، كل من ايندوزي حميد ، و سعيد العبوتي، و احمد لمسيح ، و عبد الرحيم فوزي ، و سعيد اقوضاض ، وحياة بوترفاس ، و أسماء أخرى ، بينما انسحبت المسرحية و الشاعرة المقتدرة لويزة بوسطاش لأسباب أرجعتها إلى عدم ايلائها الاعتبار اللازم من قبل الجهة المنظمة ، بصفتها شاعرة مخضرمة ، حملت مشعل المسرح و الشعر الامازيغيين ، و الذين تعتبر رائدتهما على مستوى منطقة الريف ، و احتجاجا أيضا على انسحاب الوفد المرافق لعامل الإقليم العاقل بنتهامي بمن فيهم مندوب الثقافة . وتجدر الإشارة إلى أن هذا الملتقى سيتواصل إلى غاية يوم السبت 30 ابريل الجاري ، بندوة حول انتاجات الاديب الراحل محمد شكري ابن بني شيكر ستعقد غدا ابتداء من الرابعة عشية ، على ان تختتم بزيارة ميدانية لمسقط رأس هذا الروائي الذي ترجمت رواياته إلى أزيد من 20 لغة عالمية