حرمت دخول مدينة مليلية المحتلة منذ سنين طويلة ليس لأنني ممنوع من دخولها أو ما شابه بل لأنني أشمئز مما أراه بمعبر بني انصار من خروقات وتجاوزات فاضحة واضحة وانتهاكات صارخة لكرامة المواطنين المغاربة، نهارا جهارا ليس من قبل الاسبان فحسب بل حتى من طرف أبناء جلدتهم (الجمركيون) يركلونهم ركلا، ويرفسونهم رفسا، وينكلون بهم تنكيلا، ويحتقرونهم احتقارا، ويبتزونهم ابتزازا في واضحة النهار وعلى مرأى ومسمع المارة الراجلين منهم و الراكبين لا تهمهم نظرات المتتبعين و المتطفلين و المسؤولين ورجال الصحافة، كل ما يهمهم هو تحقيق غايتهم حسب مزاجهم باسم القانون طبعا وباسم الواجب المهني، إن ما تراه أعيننا يوميا ببني انصار وتسمعه أذاننا من كلام يندى له الجبين يتفوه به الجمركيون. دون أدنى مراعاة لمشاعر المارة، و الله ثم و الله الجمركيون على وجه التحديد يعتبرون أنفسهم في منطقة نفوذ عملهم أصحاب ضيعات و المواطنين مجرد "بهائم و أبقار" مع كامل تقديرنا لهم وهذا التشبيه ليس تقليلا من كرامتهم و شأنهم بل مجرد تعبير مجازي، الهدف من وراءه توضيح وقاحة بعض الجمركيين وتسلطهم وتعنتهم وتفننهم في أساليب امتهان واحتقار كرامة الناس مع ما يشوب أسلوب عملهم من اختلالات ما أنزل الله بها من سلطان، أما عناصر الشرطة الجدد" البوجاديين" المكلفون بمراقبة هويات المواطنين الراغبين في دخول مليلية فتنقصهم اللباقة في التعامل ويطغى عليهم هم بدورهم طابع العجرفة و الترفع وتجهم الوجه و الفظاظة في الخطاب... لكل هؤلاء نقول إذا كنتم لا تحترمون كرامة و آدمية وإنسانية مواطنيكم وتعمدون لتمريغهم في التراب و أحيانا تتفننون في طبخ محاضر اعتدائهم عليكم لتزجوا بهم في السجن أو تساومونهم على حريتهم في مواقف محرجة ومطبوخة كهاته، و استعمال كلام من تحت الحزام فاتقوا الله واعلموا وتأكدوا أن الله يمهل ولا يهمل و العاقبة للمتقين طبعا.