في هذه الأيام المباركة والجليلة والعظيمة عند الله سبحانه وتعالى من هذا الشهر الفضيل ، يسلم فقيدنا العزيز والمقاوم الفذ "السي مزيان أشيشا" بالناظور ، روحه الطاهرة للباري جلت قدرته ، وشيعت جنازته في محفل مهيب تميز بالكلمة التأبينية والمؤثرة للسيد النائب الإقليمي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، الذي نعى هذا المقاوم وهو يفارقنا في ليالي مباركة وعظيمة الشأن عند الله سبحانه وتعالى . وأبلغ السيد النائب الإقليمي أسرة المقاوم الحامل لبطاقة الصفة 513168 ، تعازي الدكتور مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في وفاة المقاوم المرحوم، ومواساته الصادقة لكل أفراد أسرته الكريمة . وأضاف ممثل المندوبية السامية قائلا " أيها الحضور الكريم نجتمع في هذا المكان المهيب لنودع أحد أبرز المقاومين، المقاوم الفذ المرحوم مزيان أشيشا في أجواء تظللها مشاعر الخشوع و الإجلال لرحيل فقيدنا الغالي إلى دار البقاء، إلى جوار الله سبحانه وتعالى راضيا مرضيا مخلفا في أهله وذويه وأقربائه ألم المصاب ولوعة الفراق ، وإن فقدانه الجسيم لخسارة كبرى لا يعوضنا فيه إلا إيماننا بالحكمة الربانية وبمشيئة الله و الرضا الخالص بقضائه وقدره ،وقد اصطفاه الله إلى جواره في شهر رمضان الأبرك، شهر التوبة و المغفرة وفي أجمل أيام هذا الشهر الفضيل، ليلة القدر المباركة التي هي خير من ألف شهر ،فطوبى له بالرحيل إلى جوار ربه" " فنم أيها الوطني الهمام قرير العين مطمئن النفس ،وهنيئا لك بلقاء ربك ، وبشراك بجنات الفردوس ، وبفقدان مقاومنا الغالي ليس لنا من عزاء إلا أن نذكر بمناقبه الحميدة و أعماله الجليلة في مسيرة الكفاح الوطني من أجل الحرية و الاستقلال ، ونعدد مواقفه البطولية وروائعه العظيمة منذ انخراطه في الكفاح المسلح بوطنية صادقة وتفان في أداء الواجب المقدس ،فكان بذالك ممن لبوا داعي الوطن واستجابوا لنداء الدفاع عن الشرعية و المشروعية إلى حين عودة بطل التحرير و الاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه من منفاه إلى أرض الوطن ، فاسترخص نفسه في سبيل الدفاع عن قناعته باستقلال الوطن و عزته ،ولتحقيق هذا الهدف الأسمى انخرط المرحوم في جيش التحرير بجبال الريف ، بمركز اسويل وشارك في عدة عمليات لجيش التحرير تحت قيادة المقاوم المرحوم "محمد الموساوي بوعياد" منها معركة "بوزينب" ومعركة "بورد" ومعركة "تيزي وسلي" و معركة" ازكريتا" ومعركة "أجدير" و "هبيل" ، وعند استقلال المغرب انخرط المعني بالأمر في صفوف القوات المسلحة الملكية ، وعمل بها إلى أن انتهت مهامه واستقر بمدينة الناظور" " عزاؤنا و مواساتنا مجددا لأسرة المرحوم الصغيرة ولعائلته الكبيرة في الحركة الوطنية وفي المقاومة و جيش التحرير ولكل رفاقه و محبيه ، سائلين الله عز وجل أن يكون عملك الصالح في صفوف الحركة الوطنية و المقاومة و جيش التحرير في سبيل الحرية و الاستقلال صدقة جارية تلحقك بجزيل الثواب و حسن المآب وأن ينعمك الحق جلت قدرته بجنات النعيم و الخلد بجوار الذين أنعم الله عليهم من النبيئين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا ،و عزائنا و مواساتنا مجددا إلى أسرتك من الأنجال و الأحفاد ، ولا يسعنا في هذا المحفل الخاشع المهيب ،وفي هذه اللحظات الروحانية إلا أن نذكر قوله عز من قائل "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون" صدق الله العظيم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى"انتهت الكلمة التأبينية لأسرة المقاومة. وداعا أيها الفقيد الغالي وأنعم بشرف انخراطك في العمل الفدائي ، واسمك قد تألق في المسيرة الوطنية التي توجت بالحرية والاستقلال ، حيث بصمت رحمة الله عليك بأياديك البيضاء وبشجاعتك سيرة عملك النضالي بحكمة واقتدار ونكران للذات. وأمام هذا المصاب الجلل لا أملك أن أقول إلا ما يرضي من يتوفى الأنفس سبحانه – الحي الذي لا يموت – فالحمد لله على ما أعطى وعلى ما أخذ وإنا لله وإنا إليه راجعون . أخلص التعازي لأفراد أسرة فقيدنا العزيز "مزيان أشيشا" الذي عاش متواضعا والتحق بجوار ربه متواضعا ،وكان مقاوما فذا من طينة ومعدن الوطنيين الأبرار الأمجاد الصادقين ،لكل أنجاله ، لكل الأصدقاء ، لكل المقاومين ، داعين له بالرحمة والمغفرة وأن يسكنه سبحانه وتعالى فسيح جناته ويلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان. وداعا أيها الرجل المؤمن ، وستظل سيرتك الحياتية ومسيرتك الوطنية شاهدة غنى وثراء مسارك الوطني وحسن سلوكك وصدق طويتك.. اللهم اجمعنا به على كوثر محمد عليه السلام. اللهم أخلفنا فيه خيرا وثبتنا من بعده على الحق الذي ثبته عليه.