يلاحظ قيام مجموعة من الآباء والأمهات بتقديم طلبات الاستعطاف إلى مؤسسات تعليم أبنائهم ، لمنحهم فرصة إضافية ، بعد أن استوفوا السنوات المسموح لهم بتكرارها ، أو حين تتخذ المجالس التأديبية قرارات الفصل لأسباب متعددة. وهذه العملية لا تخلو من عدة مشاكل من مؤسسة لأخرى ، حيث أن بعض المؤسسات تصدر قرارات ليست في صالح التلميذ،وتمنح الموافقة بالعودة للدراسة ، لكنها تشرطها بقرار تعجيزي ،وهو البحث عن مؤسسة جديدة شرط الاستفادة من الاستعطاف،، ويلاقي التلميذ والأسرة من خلال البحث عن مؤسسة جديدة تستقبله، في ظل الاكتظاظ الذي تعرفه المؤسسات التعليمية خلال الموسم الدراسي الحالي ،صعوبة في العثور على ثانوية أو إعدادية أخرى تستقبله. ويقول بعض الآباء أنهم ضاقوا ذرعا من مثل هذه القرارات التي لا تعير التلاميذ أدنى اهتمام ،مما يفتح الأبواب على مصراعيها نحو الانحراف والتسكع ،وفي هذا الإطار أكد فاعل جمعوي وحقوقي أن رهن متابعة الدراسة بطلب استعطاف، فيه ضرب لحق طبيعي مكفول إنسانيا ،وهو من حقوق التلميذ ، وفيه ظلم كبير لأبناء الطبقة الشعبية الفقيرة والضعيفة ، خصوصا أن بعض الأسر تعيش تحت رحمة مشاكل اجتماعية واقتصادية ، يكون أول ضحاياها هم الأطفال المتمدرسون ،مما يؤثر سلبا على نتائجهم الدراسية وتوجهاتهم في الحياة ،وقد يؤدي بهم إلى التشرد والخروج إلى الشارع في سن مبكرة ،مضيفا أنه من الواجب الأخذ بعين الاعتبار أن هناك اختلافات داخل المجتمع وبين المتمدرسين ، سواء من حيث الظروف الاجتماعية أو الاقتصادية أو الفزيولوجية . وأوضح المتحدث ذاته أنه يجب إعادة النظر في ربط المستقبل التعليمي للتلاميذ بطلبات استعطاف ، دون تكبيل عقولهم ومنعهم من الدراسة ، حتى لا يهدر المغرب طاقات يمكن أن تكون لها الكلمة العليا لو أتيحت لها الفرصة. من جانبه أكد فاعل تربوي ، فضل عدم ذكر اسمه ،أن ما يحز في النفس هو منظر الآباء والأمهات والتلاميذ وهو يتمنون في دواخلهم بكثير من المذلة،أن يعطف ويتفضل مدير مؤسسة بقبول تلميذ لا يعلم هو نفسه شيئا عن ظروفه المعيشية ،التي دفعته إلى الانقطاع عن الدراسة أو التقهقر في النتائج الدراسية وحتى التكرار ،مضيفا أن لا أحد يجادل في أن من حق أي تلميذ أن يلتحق بمقاعد الدراسة دون شرط الاستعطاف نظرا لكون الطاقة الإيجابية كامنة في كل إنسان ،ولا ينقص سوى إتاحة الفرصة تلو الفرصة أمامها ورعايتها والاستثمار فيها ،عوض أن نضع أمامها العراقيل . وتبقى طلبات الاستعطاف فرصة لإنقاذ التلاميذ ليستمروا في متابعة دراستهم ، ومن غير المقبول أن نبخس حق التلاميذ الذين لهم رغبة قوية تدفعهم لاستئناف الدراسة ، حيث وجب الأخذ بعين الاعتبار ضرورة التعاطي مع ملفاتهم بإنسانية أكبر تشجيعا للتعلم وتحفيزا للتلاميذ على الاجتهاد بمنحهم فرصة أخرى. وتعاني مؤسسات تعليمية أخرى بإقليم الناظور من ظاهرة عدم قبول تسجيل التلاميذ الوافدين من مؤسسات أخرى بسبب البعد أو لأسباب أخرى ، حيث يتعامل معها بعض المديرين سامحهم الله بشيء من المحسوبية والزبونية، ونحتفظ بحالات عديدة وقفنا عليها ، في الوقت الذي تم فيه حرمان تلاميذ آخرين من حق التسجيل ومنهم من قاطع الدراسة نهائيا بسبب هذا الحرمان .