صادرت السلطات المغربية الأحد عدد صحيفة "البايس" الاسبانية لإعادتها نشر رسمين كاريكاتوريين تناولا العائلة المالكة المغربية نشرتهما صحيفة" لوموند" الفرنسية التي تعرضت بدورها للمصادرة الأسبوع الماضي . وأصدر اتحاد الصحفيين الأسبان بيانا عبر فيه عن أسفه لهذه المصادرة التي" تكبل تعددية الإعلام في المغرب". ويقول أخناسيو سامبريرو وهو صحفي وخبير في شؤون المغرب العربي في " البايس" في اتصال هاتفي مع فرانس 24 أنها" ليست المرة الأولى التي يحجز فيها عدد من صحيفة "البايس" في المغرب فقد عرفت الصحيفة الاسبانية نفس المصير خلال العام 2001 بعد توتر العلاقات بين البلدين وترى الصحيفة الاسبانية أن قرار مصادرة عددها الأحد هو" قرار سخيف "خاصة أنه يمكن الاطلاع على هذه الرسوم على صفحات الانترنت في المغرب حيث لا يزال موقع "البايس" الالكتروني متوفر ولم يتم حجبه كما أن هذه الرسوم لا تشكل في أي حال من الأحوال تهجما على الملك محمد السادس أو عائلته . ويؤكد سامبريرو أن الصحيفة رغم مصادرتها ستواصل نفس نهجها الإعلامي في تناولها لمواضيع تتعلق بالمغرب وبالعائلة الملكية. وأضاف الصحفي الاسباني بأن ردّ الفعل الرسمي المغربي كان مخيبا للآمال حيث علل هذا الحجز بكونه يأتي في إطار الاستفزاز الصحفي و"التطاول على الملكية" وهي مفاهيم يتفرّد النظام المغربي عن غيره من الأنظمة بحمايتها وتندرج مصادرة عدد "البايس" في إطار سلسلة من الأحداث طالت حرية التعبير والصحافة في المغرب ، حيث تصاعدت في الآونة الأخيرة وتيرة اعتقالات الصحفيين وحجز الصحف والمجلات وتقديم رؤساء تحرير وصحفيين للمحاكمة لمجرد تناولهم أخبار تتعلق بصحة " الملك محمد السادس" أو بمجرد حديثها عن أفراد من العائلة الملكية . وتمت يوم الثلاثاء محاكمة مدير صحيفة" الجريدة الأولى" المغربية علي انوزلا والصحافية بشرى ايدو لنشرهما أخبارا زائفة عن صحة الملك محمد السادس، حيث قضت " محكمة الابتدائية في الرباط بسجن انوزلا سنة واحدة مع وقف التنفيذ في حين نالت بشرى االضو ثلاثة أشهر مع وقف التنفيذ مع تغريم كلاهما بين 5و10 آلاف درهم مغربي. وتمت ملاحقة الصحفيين بتهمة " نشر وقائع كاذبة عن صحة الملك " وهي نفس التهمة التي وجهها القضاء المغربي ضد مدير أسبوعية "المشعل" ادريس شحتان الذي نال منذ أسبوعين حكما بالسجن عاما واحدا لنشره مقالات عن صحة محمد السادس. كما تم تقديم رئيس تحرير صحيفة " أخبار اليوم" الواسعة الانتشار توفيق بوعشرين و رسام الكاريكاتور خالد كدرا إلى المحاكمة لنشرهما كاريكاتيرا يظهر احتفال الأمير إسماعيل ابن عم العاهل المغربي محمد السادس بزفافه على ألمانية اعتنقت الإسلام رأت فيه الحكومة" تطاولا" على الذات الملكية. ويقول خالد كدرا في اتصال مع فرانس 24 " أن تدخل النظام بعد صدور رسوم كاريكاتورية لم يكن أبدا سابقة وتقول الحكومة أننا – نحن رسام الكاريكاتور- تجاوزنا حدودا كان يجب التوقف عندها. وهذا ما أعتبره عائقا يمنع الصحافة المغربية من التقدم والتطور. أعلم أنه توجد خطوط حمراء أمام الصحافة، لكن لم يتم أبدا تحديدها ولا يوجد نص قانوني واحد يعرّفها تعريفا واضحا ". وأجّجت هذه الحملات التي استهدفت الصحفيين حملات الاستنكار والتنديد دوليا ومحليا خاصة أن المواضيع التي تناولها الصحفيون لا تتجاوز الأخبار العامة والإعلامية والرسوم الكاريكاتورية مما يدعو إلى التساؤل حول طبيعة المواضيع المحظور تناولها في المغرب.