وصف مصطفى الحداوي مدرب المنتخب المحلي نتيجة التعادل بهدف لمثله أمام المنتخب التونسي في تصفيات كأس إفريقيا للاعبين المحليين ب«الإيجابية»، وبأنها ستفتح باب الأمل أمام المنتخب المغربي لتحقيق التأهل إلى كأس إفريقيا للاعبين المحليين. الحداوي الذي بدا سعيدا بالنتيجة حذر من الإفراط في الثقة وقال إنه ما يزال أمام المنتخب المحلي شوط ثان في المغرب، عليه أن يحسمه لصالحه. أنهيتم المباراة بنتيجة التعادل بهدف لمثله، كيف تنظر لهذه النتيجة؟ إنها نتيجة إيجابية بكل تأكيد تفتح أمامنا باب الأمل للتأهل إلى النهائيات التي ستحتضنها السودان مطلع السنة القادمة. لقد واجهنا منافسا قويا، يتشكل في غالبيته من لاعبي المنتخب الأول الذين خاضوا نهائيات كأس إفريقيا بأنغولا، ومع ذلك فإن اللاعبين المغاربة نجحوا في أن يكونوا في الموعد رغم أنهم لم يخوضوا أية مباراة ودية أمام أي منتخب، فهذه المباراة كانت هي الأولى بالنسبة لهم، لذلك أشكرهم على القتالية والاستبسال الذي لعبوا به طيلة أطوار المباراة. قبل إجراء المباراة أبديت ثقة كبيرة في قدرات لاعبيك على تقديم مباراة جيدة، ما سبب هذه الثقة؟ سبب هذه الثقة هو أنني أعرف مستوى اللاعبين الذين يشكلون المنتخب المحلي، إنهم لاعبون لهم مؤهلات جيدة وبإمكان عدد كبير منهم حمل قميص المنتخب الأول والدفاع عن ألوانه، كما أن ما جعلني أثق فيهم هو الرغبة الملحة التي كانت تسكنهم لتحقيق نتيجة إيجابية والتأكيد أن اللاعب المحلي له مكانته في المنتخب الأول. كما أنني طيلة التجمعات التي أشرفت عليها رفقة الطاقم التقني، لم أجد من هؤلاء اللاعبين سوى الانضباط وروح التلاحم، فلم يصدر من أي منهم أي سلوك غير مقبول، كما أن هذا المنتخب ذكرني بمجموعة مونديال ميكسيكو 1986، التي كانت في غالبيتها تتشكل من لاعبين محليين، كانوا متضامنين ومتآزرين في ما بينهم، وكانوا يشكلون مجموعة متحدة ومتجانسة. المنتخب التونسي يتشكل في غالبيته من لاعبي المنتخب الأول، هل لمست وجود فرق بينه وبين المنتخب المحلي المغربي؟ صراحة لم ألمس أي فرق، بل إن اللاعبين المغاربة بمزيد من الاحتكاك والمباريات الودية سيكونون في مستوى كبير يشرف كرة القدم المغربية. قمت ببعض التغييرات في تشكيلة المنتخب، من خلال الدفع بأمين الرباطي في وسط الميدان، ما الذي فرض عليك هذا التغيير؟ لقد كنا نعول على مشاركة محمد برابح لاعب الوداد، لكن الإصابة فرضت استبعاده من التشكيلة، وهو الأمر الذي جعلنا ندفع بأمين الرباطي في وسط الميدان، خصوصا أنه سبق له أن لعب في هذا المركز، كما أنه في المباريات الأخيرة التي خاضها مع المغرب التطواني لعب في وسط الميدان. وأتصور أن هذا الأمر أعطى أكله، فالرباطي قدم مباراة جيدة وساهم في الهدف الذي أحرزه المنتخب الوطني. رغبة اللاعبين المحليين في التألق، هل ساعدت الطاقم التقني في مهمته؟ بالتأكيد، لقد كنت دائما أتحدث مع اللاعبين، وأقول لهم إن الفرصة بين أيديهم لإثبات علو كعب اللاعب المحلي، وأن لديه مكانته في المنتخب الأول، وأتصور أن اللاعبين تلقوا الرسالة، فكان أن قدموا أداء جيدا. لكن هذا المنتخب لم يخض أي مباراة ودية، هل صعب هذا الأمر مهمتكم في هذه المباراة؟ ليس من عادتي أن أختبئ خلف أية أعذار، صحيح أن إجراء مباريات ودية كان من شأنه أن يخدم عمل المجموعة والتجانس في ما بينها، لكننا مع ذلك في الطاقم التقني كنا نقول للاعبين إن علينا أن نعوض ذلك بالتلاحم، وهذه فرصة لأشكر الفرق الوطنية التي واجهتنا وديا ومنحتنا فرصة لتجريب اللاعبين. كيف تتوقع مباراة الإياب بالجديدة؟ ستكون مباراة صعبة ولاشك، بالنسبة لنا حققنا تعادلا إيجابيا بهدف لمثله، صحيح أنه يعطي ثقة أكبر لخوض مباراة الإياب، لكن هذه الثقة يجب أن لاتتحول إلى غرور أو شيء من هذا القبيل، فمازال أمامنا شوط ثان في الجديدة، سنسعى إلى حسمه لصالحنا حتى نحقق التأهل، ويساهم هذا المنتخب في إقلاع الكرة المغربية، خصوصا في ظل العمل الذي تقوم به جامعة الكرة والأوراش التي قامت بفتحها، وكذلك الدعم الذي يقدمه الملك محمد السادس للكرة. مدرب المنتخب التونسي قال قبل وبعد المباراة، إن حسم التأهل سيكون في المغرب؟ هذا صحيح، فمباراة المغرب وتونس هي ديربي كروي مفتوح، ودائما يكون الحسم في مباراة الإياب، أشاطر الطرابلسي هذا الرأي، وأتمنى أن يكون الحسم لصالحنا في أرضنا ووسط جمهورنا المتعطش لنتائج إيجابية تعيد له البسمة. على ماذا ركزت في هذه المباراة؟ لقد كان التركيز كبيرا على العامل النفسي، لجعل اللاعبين يخوضون المباراة ويقدمون العطاء المنتظر، وقد كانوا في الموعد، أشكرهم على ما قدموه، وأتمنى أن يقدموا ما هو أكثر في مباراة الإياب، وما يردون به الاعتبار للاعب المحلي.