الحكم الفرنسي من أصل مغربي قال ل"أخبار اليوم" إنه تعرض لمضايقات عنصرية في بداية مشواره أبدى سعيد النجيمي الحكم الفرنسي من أصل مغربي سعادته بقيادة مباراة وداد فاس والجيش الملكي في الجولة 29 من بطولة المجموعة الوطنية الأولى لكرة القدم. وقال النجيمي في حوار أجرته معه"أخبار اليوم" إن هذه المباراة ستظل راسخة في ذاكرته بما أنه حقق حلم والدته في أن تراه يقود مباراة بالمغرب. في الحوار التالي يتحدث النجيمي عن بداياته في عالم التحكيم، وعن صعوبات البداية ويضع مقارنة بين التحكيم المغربي والفرنسي. كيف جاء ولوجك لعالم التحكيم؟ كانت بدايتي عادية جدا، نشأت في حي بمدينة ليموج وكنا ونحن صغار نأتي إلى الملاعب لمتابعة المباريات، وبما أن أخي الأكبر كان يمارس ضمن إحدى فرق الأحياء فقد كنت شغوفا بحب كرة القدم وبمرافقته، وحدث أن حملت الراية كحكم مساعد في عدد من المباريات إلى أن اقترح على أحد المؤطرين ولوج مدرسة التحكيم نظرا لما لاحظه في من موهبة وحب لهذا الميدان وهكذا كانت البداية وتدرجت شيئا فشيئا بالجدية والمثابرة في الأقسام، تحولت خلالها من حكم مساعد إلى حكم رئيسي. ألم تتعرض لمضايقات عنصرية بالنظر إلى أصولك المغربية ؟ عانيت شيئا من هذا القبيل في بداية مشواري، ولكن الآن الحمد لله أحظى بتقدير خاص من طرف الجميع وبثقة كبيرة من طرف القائمين على شأن كرة القدم الفرنسية والأوروبية بصفة عامة، واستطعت أن أشق طريقي بثبات وجدية. ما هي أبرز المباريات التي حكمتها وبقيت ذكرياتها راسخة في ذهنك ؟ بالنسبة لهذا الموسم أهم لقاء لي بالدوري الفرنسي كان لقاء القمة بين فريقي ليون وبوردو ، وفي عصبة الأبطال الأوروبية تبقى مباراة إيفرطون الإنجليزي ضد بنفيكا البرتغالي أهم مباراة في مشواري في كأس الاتحاد الأوربي، ومن المباريات الدولية كان لي شرف قيادة لقاء ودي كبير بين منتخبي ايطاليا والكامرون قبل شهرين بمدينة موناكو الفرنسية، كما أنني قدت مباريات دولية أخرى في تصفيات كأس العالم بكل من مولدوفيا وبلاروسيا .. كيف تلقيت دعوة الجامعة الملكية المغربية لقيادة إحدى مباريات الدوري المغربي ؟ طبعا تلقيتها ببالغ السعادة والسرور، لأن حلما كان يراودني منذ الصغر تحقق لي اليوم وقد كبر هذا الحلم منذ أن أصبحت حكما في الدوري الفرنسي الممتاز. أنا سعيد جدا لأن والدتي التي كانت دائما تتمنى أن تراني أقود مباريات في بلدي الأصلي رافقتني إلى المغرب في هذه المهمة ، وحضر معي شقيقي إلى فاس من أجل مساندتي ومؤازرتي، وأغتنم هذه الفرصة لأتوجه بالتحية والشكر لأحمد غيبي رئيس اللجنة المركزية للتحكيم الذي منحني هذه الفرصة وألح علي بالحضور، وأنا على استعداد ورهن إشارة الجامعة الملكية المغربية دائما للعودة مرة أخرى إلى المغرب لقيادة مباريات أخرى. كان من المنتظر أن تقود مباراة القمة بين الدفاع الجديدي الوداد فلماذا وقع تغيير وجهتك نحو مدينة فاس؟ لا أبدا لم يحصل إطلاقا أن كنت معينا لهذه المباراة التي ذكرت وتم تغيير البرنامج. كنت أعرف أنني سأقود إحدى المباريات ولكن لم أكن أعرف ما هي بالتحديد ، ولم أسأل عنها لأن الأهم بالنسبة لي كان هو أن أحل بالمغرب لقيادة إحدى مباريات الدوري المغربي بغض النظر عن نوعية أو قيمة هذه المباراة، فلو تم تعييني لإدارة إحدى مباريات قسم الهواة لما ترددت في قيادتها، فالهدف بالنسبة لي أن أقود مباراة في بلدي. هل جرى الاتفاق بينك وبين الجامعة على قيادة مباراة وداد فاس والجيش الملكي ؟ لا ، لم يتم ذلك ولم أعرف أين سأتوجه إلا في آخر لحظة.. متى علمت إذن بالمباراة التي تم تكليفك بقيادتها؟ لم أعرف ذلك إلا في صبيحة يوم الجمعة. كيف عشت أجواء مباراة فاس التي تعتبر أول مباراة لك في مشوارك أمام جمهور مغربي؟ طبعا عشتها بكل تركيزي، كنت أعرف أن الأنظار ستتجه إلي بحكم أنها سابقة في تاريخ كرة القدم المغربية. وليس من السهل أن تستقدم جامعة ما حكما أجنبيا من خارج ترابها الوطني ولكن بما أنني مغربيا " ولد البلاد " فهذا سهل نوعا ما المهمة على الجامعة المغربية. مباراة فاس ستظل ذكرى راسخة في ذاكرتي ووجداني، وأنا سعيد جدا أن الفريق الفاسي الذي كان بحاجة إلى انتصار أو تعادل على الأقل كي ينقذ موسمه فاز في هذه المباراة، وسيتذكرني جمهور هذا الفريق بالتأكيد لأنني حكمت المباراة التي منحتهم الفرحة بالبقاء رسميا في القسم الوطني الممتاز. هل تعتقد أنك نجحت في مهمتك ؟ أعتقد أنني نجحت في هذه المهمة التي كانت محددة في تطبيق قانون اللعبة وحماية اللاعبين ودفعهم إلى تقديم أفضل ما لديهم والحفاظ على هدوئهم وعلى جو التنافس والروح الرياضية فيما بينهم. مهمتي لم تكن صعبة بالنظر إلى وضعية فريق الجيش الملكي المريحة وسط الترتيب العام . وأنا أشكر اللاعبين ومسيري الفريقين لأنهم منحوني الإحساس بأنني وسط أهلي وعائلتي ولم يصدر منهم أي احتجاج أو اعتراض على قراراتي التي كانت في صالح الفريقين معا. الحكمان المساعدان هل أنت من اختارهما لمرافقتك أم أن الجامعة الفرنسية هي التي عينتهما ؟ أنا من اختارهما بحكم أننا أصدقاء وهناك انسجام كبير بيننا وننتمي إلى نفس العصبة والمدينة. الحكم المساعد الأول الجزائري الأصل جمال الزيتوني هو صديقي منذ الطفولة تدرجنا معا في هذا المجال، وأنا من اقترح عليه مرافقتي في هذه التجربة وكذلك الشأن بالنسبة للحكم الفرنسي بيرلي هيغ. كيف ترى الفرق بين التحكيم في فرنسا و المغرب ؟ لا أجد هناك فرقا كبيرا لأن قوانين الفيفا هي نفسها، يبقى الفرق فقط في الأجواء العامة التي ترافق المباريات والضغط الذي تفرضه هذه الأجواء على اللاعبين والمسيرين التقنيين والإداريين، ويكمن الفرق كذلك في عدد الجمهور الحاضر وحجم الملاعب التي تدور فيها المباريات، وفي قوة التنافس في الدوري الفرنسي. كيف وجدت المركب الرياضي بفاس؟ وجدته رائعا ومفخرة للمغرب حقيقة أن يكون لديه ملعبا من هذا الحجم وبهذه المواصفات الدولية، ويشبه إلى حد كبير ملاعب رياضية كثيرة بفرنسا منها على سبيل المثال ملعب رين وسوشو . وأعتقد أن اللعب على أرضية هذا الملعب يكون أجمل بالليل نظرا لتوفره على شبكة إنارة عالية الجودة. كيف كانت إقامتكم بفاس ؟ كانت رائعة جدا وحظينا باستقبال رائع وبعناية فائقة، هذه فرصة لأتوجه بالشكر الجزيل إلى كل من سهر على خدمتنا وراحتنا. ومدينة فاس التي أزورها لأول مرة أنا والحكمين المساعدين لي وجدناها من أجمل المدن المغربية التي تزخر بالمآثر التاريخية وأتمنى أن أعود إليها مرة أخرى. هل تشجع فريقا معينا بالمغرب؟ لا ليس هناك فريق معين أقوم بتشجيعه، فبما أنني حكم، فإنني أتابع بشكل كبير الحكام، وأظل مركزا عليهم، دون أن يكون لي فريق محدد أقوم بتشجيعه في المغرب. ما هي الرسالة التي تود توجيهها للحكام الذين يمارسون بالدوري المغربي ؟ أتوجه إليهم بالتحية وأنصحهم بمواصلة العمل وبذل مزيد من الجهد لإبراز قيمة وكفاءة الحكم المغربي وفرض احترامه ووجوده على الهيئات القارية والدولية. وأعتقد أن الكثير منهم يتوفرون على مؤهلات محترمة ولياقة بدنية ممتازة، وأتمنى أن تتاح لي الفرصة مستقبلا للجلوس معهم من أجل تبادل الخبرات لأستفيد منهم ويستفيدون من التجربة التي اكتسبتها في الملاعب الأوربية خدمة للتحكيم المغربي . بطاقة تقنية • من مواليد 13 /6 / 1973 بالدار البيضاء • متزوج وأب لطفلة • يقيم حاليا بمدينة ليموج الفرنسية • يعمل خبيرا في مجال المحاسبة • حكم ساحة دولي بدأ التحكيم عن سن 17 سنة • أول مباراة قادها بالدوري الفرنسي الممتاز كانت عام 2004 • حمل شارة التحكيم الدولية سنة 2008 • منحته مجلة فرانس فوتبول لقب أحسن حكم في فرنسا عام 2009 • أبرز البطولات القارية التي قادها هي كأس أوروبا تحت 20 عاما .