نظمت جمعية الأيادي الذهبية للتنمية والتعاون و جمعية فونتي للذاكرة والتراث بمناسبة عيد الاستقلال يوما دراسيا في موضوع: “وقفات في تاريخ إحاحان”، وذلك يوم الأحد 18 نونبر 2012 بمقر تعاونية أمل لاستخراج زيت الأركان بتمنار بإقليم الصويرة ابتداء من الساعة العاشرة صباحا، وسط حضور لافت للباحثين والطلبة والجمعويين وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والساكنة المحلية من مختلف الأعمار. وقد افتتح النشاط بكلمة اللجنة المنظمة، تلاها حفل شاي وزيارة لمعرض الصور التاريخية حول حاحا، وبعض أروقة تعاونية أمل. وبعدها انطلقت أشغال الجلسة العلمية الصباحية بمداخلة الباحث محمد أبيهي بعنوان: “تاريخ أسرة آل أبيهي أومولد الحاحية”: واستحضر من خلالها الباحث تاريخ الأسر القيادية التي لعبت دورا في رسم معالم التاريخ السياسي والاجتماعي لقبائل احاحان، ومن أيرزها أسرة القائد الحاج عبد الله أبيهي أومولود التي ظلت منذ بناء مرسى الصويرة تضطلع بدور العبور الآمن لقوافل تجارة الصحراء الكبرى، وحراسة مرسى المدينة من أي تهديد محتمل، وتهدئة الصراعات القبلية التي تشوش قلائل المخزن بالجنوب المغربي. وبعدها ألقى الباحث محمد فراح مداخلة بعنوان: “بادية إحاحان وعلاقتها بالمخزن العلوي خلال العهد الحسني”: تناول فيها الحالة العامة لبلاد حاحا والمتغيرات التي عرفتها خلال فترة حكم السلطان المولى الحسن، وطبيعة العلاقة بين القبيلة والمخزن من خلال استجلاء المتغير والثابت فيها، والوقوف عند الأدوار التي لعبها قواد حاحا في تدبير شؤون القبيلة ووضعها في سياقاتها التاريخية. أما مداخلة الباحثة فاطمة أوعسو المعنونة ب: “الزعامات السياسية الحاحية ومنطقة سوس: القائد سعيد الكلولي نموذجا”: فتطرقت فيها للأدوار التي لعبها القائد سعيد الكلولي بمنطقة سوس والجنوب المغربي، والتي يمكن إجمالها في مهام إقرار الأمن على الطريق الساحلي الرابط بين أكاديروالصويرة، ومراقبة السواحل الجنوبية، واستخلاص الواجبات والكلف المخزنية. وفي حدود الساعة الرابعة بعد الزوال انعقدت الجلسة العلمية الثانية بمداخلة الباحث رشيد أثر رحمة الله بعنوان: “المقاومة في حاحا: قراءة أولية”: عالجت إشكالية المقاومة في حاحا ودور أهل المنطقة التاريخي في مقاومة الاحتلال الفرنسي، مع استحضار أهم المعارك التي خاضها الحاحيون ضد القوات الفرنسية. أما المداخلة الثانية فهي للباحث حسن بهيش بعنوان: “أحمد الكاشطي التناني ومشيخة أهل حاحا العلمية”: وقد ألقاها بالنيابة عنه زميله الباحث محمد فراح، وتطرقت إلى جانب من جوانب التأثير والتأثر الثقافي بين جبل إدوتنان المستعصي ومنطقة حاحا مهد القيادات المخزنية. وذلك من خلال التعريف بأحد أعلام الجنوب المغربي في مجال الفقه والتصوف الطرقي ويتعلق الأمر بأحمد الكاشطي التناني باعتباره مشيخة علمية وحتى طرقية لِجم غفير من أعلام حاحا؛ الذين صعدوا الجبل للنهل من علمه والأخذ من مدرسته، وشكل هذا الشخص مشيخة علمية لاعتبارات عديدة ستتناول المداخلة بعضها إلى جانب الأسباب التي دفعت الحاحيين إلى النهل من علومه، مع تقديم نماذج من الأعلام الذي أخذوا على يده. و قد اختتم اليوم الدراسي بإتفاق الجمعيتين المنظمتين على مجموعة من التوصيات لعل أهمها طباعة أشغال هذا اليوم الدراسي، وتنسيق الجهود لتنظيم تظاهرة علمية جديدة خلال سنة 2013، وتشجيع الباحثين في تاريخ وتراث قبائل حاحا، ومساعدتهم على الوصول إلى المعلومة التاريخية. ودعوة الساكنة المحلية الى اطلاع الباحثين على الوثائق المحلية للمساهمة في كتابة تاريخ المنطقة. مع ضرورة إتفاق النسيج الجمعوي بالمنطقة قصد التنسيق في تنظيم منتدى سنوي يتطرق إلى أهمية البعد التاريخي والتراثي في تنمية المنطقة، والعمل على توثيق ذاكرة مقاومة حاحا والتنسيق مع الجهات المختصة كجزء لا يتجزأ من الذاكرة الوطنية. محمد فراح / باحث في دكتوراه التاريخ الجهوي للجنوب المغربي بكلية الآداب-أكادير