img src=''http://www.etteyssir.com/IMG/arton170.jpgimages/news/' style='margin:5px' / بمناسبة مرور مائة سنة على وفاة العلامة الشيخ محمد يحيى الولاتي، نظم ماستر "المذهب المالكي" في كلية الشريعة بأيت ملول، بتعاون مع مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث التابع للرابطة المحمدية للعلماء، وتنسيق مع مختبر علوم الاجتهاد (فريق البحث في المصطلح الأصولي والترجيح الفقهي بالغرب الإسلامي) بكلية الآداب جامعة ابن زهر، ندوة علمية بعنوان: "عالم الصحراء محمد يحيى الوَلاَتي (1259 1330ه)(1843-1912م) بمناسبة مرور قرن على وفاته". وذلك يومي الأربعاء والخميس 28 29 ذو الحجة1430ه/ 16 -17 دجنبر2009م، بكلية لشريعة بأيت ملول. وقد أسهمت هذه الندوة العلمية في استجلاء معالم ومقومات التواصل العلمي والثقافي بين ربوع الصحراء المغربية وسوس العالمة وبقية أقاليم المملكة، حيث شكلت مناسبة لنخبة من العلماء والأساتذة الباحثين المتخصصين للتعريف بالشخصية العلمية للشيخ العلامة الولاتي وتجديد النقاش في كثير من القضايا العلمية ولفكرية والنوازل الفقهية التي كانت محطة اهتمام الولاتي ومحور اشتغاله. والعالم المحتفى به هو الشيخ محمد يحيى (لفقيه) بن محمد المختار بن الطالب عبد الله النفاع (أپُّ) بن أحمد حاج الداودي نسبا الولاتي وطنا المالكي مذهبا الأشعري عقيدة الجنيدي مسلكا التجاني طريقة. وللعلامة الولاتي مؤلفات تزيد على المائة منها: - نظم معاني الحروف من مغني اللبيب وقد نظمه وعمره 17 سنة. - شرح ألفية السيوطي في البيان وقد ألفه وعمره 18 سنة . - شرح مراقي السعود ألفه وهو في حدود 25 سنة. - نيل السول على مرتقى الأصول. - المواهب التليدة في حل ألفاظ الفريدة وقد انتهى منه 1296ه. - نور الحق الصبيح في شرح أحاديث الجامع الصحيح - حسام العدل والإنصاف بشأن اتباع الأعراف. - الرحلة الحجازية إلى مصر والمغرب وتنوس والحجاز وهي رحلة حافلة بالعطاء العلمي زاخرة بالمناظرات والمحاورات بينه وعلماء تلك البلاد. وقد صنف العلامة الولاتي أيضا في التفسير وعلوم القرآن و الحديث فقها واصطلاحا واختصارا وفي الفقه المالكي وأصوله واصطلاحاته و قواعده. كما خلف جملة وافرة من الأجوبة حول مسائل متجددة في العقيدة والتصوف فضلا عن فتوى ونوازل متنوعة في الزكاة والأحباس والمعاملات والأوراق البنكية والجنايات والأعراف. وأجمعت تدخلات المشاركين في هذه الندوة العلمية على أن العلامة الشيخ الولاتي كان أداة للالتحام الوطني وعالما مشاركا محدثا فقيها أصوليا وأديبا وشاعرا حيث قدم صورة ناصعة للتلاحم الوثيق الذي كان حاصلا قبل حقبة زمنية ليست بالبعيدة بين جنوب المغرب وشماله. وأشاروا في هذا السياق الى أن العلامة الولاتي كشف عن أهمية التواصل الفاعل الذي أحدثه بين واحات الصحراء مرورا بسوس، موضحين أن هذا العالم الجليل أمضى حياته كلها في العلم و في التدريس والتأليف في مختلف الفنون نظما ونثرا فانتشرت به علوم جمة وتخرج على يده علماء فطاحل. وقد تناولت الأبحاث المقدمة إلى الندوة المحاور الآتية: حياة العلامة محمد يحيى الولاتي وروافد تكوينه العلمي. التعريف بآثاره العلمية. رحلته الحجازية ومكانتها العلمية والتاريخية. إبراز جهوده الإصلاحية. تراث العلامة الولاتي بين الكليات والجزئيات. فقه العلامة الولاتي ورؤيته المقاصدية. وحسب ورقة تقديمية لهذه الندوة فإن العلامة محمد يحيى الولاتي يمثل نموذجا حيا للتكامل المعرفي بين العلوم الإسلامية، فقد نشأ في أسرة علمية، وتمثل حياته مثالا صادقا على وفاء العالم لرسالته في محيطه وواقعه الاجتماعي تدريسا وإرشادا وإفتاء وإصلاحا بين الناس، وكذا في القضاء بينهم في الحقوق، والنصح لولاة الأمور والإنكار على أهل البدع وعدم موالاة أعداء الملة.