يدشن “مسرح فنون” موسمه الحالي بعمل جديد موسوم ب “عافاك خدامة” من تأليف وإخراج الفنان أنور الجندي وتشخيص ثلة من الممثلين من أمثال المقتدر مصطفى تاه تاه ومحمد الأثير ومجيدة بنكيران وحسن ميكيات وجمال بنشيبة وعثمان هشام، على أن تضيء الخشبة بحضورها ضيفة شرف لهذا الإنتاج الفنانة القديرة الحاجة فاطمة بنمزيان، التي كانت مرت من محنة صحية قاومتها بتحد وأمل في الوقوف على الركح ومقابلة جمهورها. وكما يفصح عن ذلك عنوان المسرحية فهي تعالج موضوعا اجتماعيا لا يخلو من حساسية وراهنية، ذلك هو موضوع خادمات البيوت. يقول الجندي «تتمحور المسرحية حول قضية غاية في الأهمية، ألا وهي مشاكل العاملات والمساعدات المنزليات، والذي تناولته الفرقة بصيغة الرأي والرأي الآخر، طارحين من خلاله معاناة كلا الطرفين : مطالب العاملات المساعدات من جهة، وشكاوى ربات البيوت من جهة أخرى». هذا التوازن في معالجة تيمة اجتماعية سبق لأسماء لامعة في سماء المسرح العالمي أن اشتغلت عليها وفي الطليعة جان جوني في مسرحيته الخالدة “الخادمات”، يروم ضمان حد أساسي من الجدل الدرامي للعمل تلافيا لأي وقوع في المباشرية في الطرح. وقد اختار الكاتب لغة وسطى تقع بين الفصحى ولغة الكلام اليومي.. يصرح أنو الجندي في هذا الصدد «كعادة الفرقة نقدم المسرحية بلغة ثالثة وأسلوب نظيف يحترم ذكاء وأذواق المتلقي، وهذا أسلوب اعتمدته الفرقة منذ تأسيسها عام 1983، وبالتالي فمسرح فنون يعتبر مسرحا للأسرة وهذا يشعرنا بالفخر والاعتزاز.. لذا تجدني في توزيع الأدوار أحرص على إسنادها لثلة من خيرة الممثلين المغاربة». وعلى شاكلة ما رسخته فرقة مسرح فنون في أعمالها السابقة اختارت هذه المرة أيضا أن تنهج “شكلا ترفيهيا مرحا هادفا” لمقاربة موضوعها إيمانا منها أنه شكل قادر على مخاطبة ذكاء المتلقي وتحفيز حس تفاعله مع العروض. وستبدأ الفرقة جولتها كمرحلة أولى بكل من إسبانيا وفرنسا ثم بعدها بلجيكا وهولندا على أن تباشر مرحلتها الثانية هنا بالمدن المغربية بعد العودة من الخارج. وعن الدعم وترويج الإنتاج المسرحي قال الجندي «منذ سنوات لم نستفد منه، وبصراحة نحن أيضا لا نقدم أي ملف للوزارة في هذا الشأن، والسبب بسيط جدا كون ما يقدم من دعم لا يفي بمصاريف الفرقة الكثيرة، فاللهم نخليوا ديك البركة لفرقة فنية شابة أخرى تستفيد منه أو ما نحرموهاش من ذاك الغلاف المالي. إذ مسرح فنون والحمد لله وبعد مثابرة ونضال وكفاح وتعب دام لسنوات عدة، بإمكانه أن يوفر مثل هكذا مبلغ من جهات أخرى...». ما يميز مسرحية “عافاك خدامة” هو عرضها في سياق احتفال الفرقة بمرور 29 سنة على تأسيسها حيث سيتم تكريم كل من زكي الهواي وحمادي التونسي وعبد المجيد فنيش في تقليد سنه مسرح فنون منذ ذكراه الفضية في وفاء لرموز الحركة المسرحية وصون لذاكرة المسرح المغربي.