تواصل العملة الافتراضية "البتكوين", تكسير الحواجز وتحقيق الأرقام القياسية. وفي الوقت الذي ما زال الإقرار بهذه العملة مسألة نظر وتمعن من طرف البنوك المركزية بمختلف العالم, إلا أن هذه العملة الرقمية التي أحدثها مجهولون منذ سنة 2008, تشق طريقها بثبات. ومساء يوم الجمعة الماضي, تجاوزت "البتكوين" عتبة 55 ألف دورلا. منذ سنة 2008, تاريخ إحداث هذه العملة المشفرة, تم إحداث أزيد من 18 مليون "بتكوين", فيما تجاوزت سوق هذا الأخير عتبة 1000 مليار دولار. بالنسبة للمغرب,مازال الأمر مثار جدال ونقاش, فيما استبق بنك المغرب إلى إحداث لجنة تم تكليفها بتحليل مزايا العملة الافتراضية, لكن أيضا مساوئها على الاقتصاد الوطني, كما ستنكب أيضا على التدابير التي يتعين اتخاذها في ظل تزايد الإقبال على العملة الافتراضية وطنيا ودوليا. يأتي ذلك في الوقت الذي لم يعد استعمال العملة الافتراضية على أشخاص كما كانت البداية في سنة 2009, بل أصبحت مجموعات اقتصادية عملاقة تنجذب إلى "البتكوين" كما هو الأمر بالنسبة للعملاق الأمريكي "تيسلا" التي استثمرت 1.5 مليار دولار في هذا الإطار,وهو الأمر الذي عجل بارتفاع قياسي لهذه العملة التي تتجاوز حاليا 55 ألف دولار. وقبل ثلاث سنوات من الآن كان المستثمرون الأوائل لهذه العملة يبدون كمهووسين, وحمقى لايقدرون عواقب المغامرة في عملة افتراضية, لكن الواقع وما يحدث الآن ربما سيفحم المحافظين, لاسيما أنه في ظرف سنة واحدة تضاعفت قيمة البتكوين 5 مرات. ونقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية, يرى رئيس منصة بيتباندا لبيع العملات المشفرة الأوروبية إيريك ديموث أن" القضية سويت وأن عملة البتكوين صارت تمثل ذهبا رقميا جديدا يقبل عليه المستثمرون الراغبين في تنويع أصولهم وحماية أنفسهم من التضخم". الأكثر من ذلك أكد المتحدث ذاته أنه "قريبا، سنجد عملات الب تكوين في احتياطيات البنوك المركزية". ومن جهته قال الباحث ماتيو بوفار من كلية الاقتصاد في تولوز: "إنها أصول متقلبة جد ا وهو أمر محفوف بالمخاطر، ولكن في الوقت نفسه، مرت عشر سنوات منذ أن قلنا أن الب تكوين ستنهار وها هي ما زالت موجودة", مضيفا بأن عملة "الب تكوين تتحرك نحو أسواق أكثر تنظيما " وتقلباتها تتناقص حتى لو ظل تقلبها أعلى بعشر مرات من أسواق الأسهم.