حذرت تقارير صحفية عالمية من أن ملايين الأجهزة الطبية وومعدات الرعاية الصحية، باتت مهددة بالتوقف التام، بعد تعرضها لواحدة من أخطر الهجمات السيبرانية في العالم. وقال باحثون في شركة للأمن السيبراني، لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية إنه تم رصد هجمات سيبرانية واسعة النطاق تمت على عدد هائل من الأجهزة الإلكترونية حول العالم، لكنها ركزت على الأجهزة الطبية والخاصة بالرعاية الصحية. كما تمكن عدد كبير من تلك الهجمات من اختراق شبكات الكمبيوتر المنزلية والخاصة بعدد من المؤسسات الصحية وتعطيلها. ولم تعثر شركة الأمن السيبراني على الجهة المسؤولة عن تلك الهجمات، ولكن تم رصد استخدامها برمجيات اتصالات بيانات مركزية للأجهزة المتصلة بالإنترنت، وهو ما دفع وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأمريكية إلى الإبلاغ عن هذه المشكلة في تحذير لكل مستخدمي الإنترنت. ونقلت "أسوشيتد برس" عن شركة الأمن السيبراني "فورسكاوت تكنولوجيز"، في تقرير صدر يوم الثلاثاء، إن الأجهزة التي يحتمل أن تتأثر من 150 مصنعًا ومؤسسة صحية تتراوح من موازين الحرارة المتصلة بالشبكة إلى المقابس والطابعات "الذكية" إلى أجهزة التوجيه المكتبية وأجهزة الرعاية الصحية إلى مكونات أنظمة التحكم الصناعية. وأضافت أن الأكثر تضررا هي الأجهزة الاستهلاكية بما في ذلك أجهزة استشعار درجة الحرارة، التي يتم التحكم فيها عن بعد والكاميرات. وقال عويس راشد، عالم الكمبيوتر في جامعة بريستول في بريطانيا، الذي راجع نتائج فورسكاوت، إنه في أسوأ الحالات، يمكن أن تتعطل أنظمة التحكم التي تقدم "الخدمات الحيوية للمجتمع" مثل المياه والطاقة وإدارة المباني الآلية. وأوصت وكالة الأمن السيبراني الأمريكية بأن يتخذ المستخدمون تدابير دفاعية لتقليل مخاطر القرصنة. واقترحت الوكالة على وجه الخصوص قطع أنظمة التحكم الصناعية عن الإنترنت وعزلها عن شبكات الشركات. ويسلط هذا الاكتشاف الضوء على المخاطر التي غالبًا ما يجدها خبراء الأمن السيبراني في الأجهزة المتصلة بالإنترنت المصممة دون الاهتمام بالأمن. وقال راشد إن البرمجة الخبيثة من قبل المطورين هي القضية الرئيسية في هذه الحالة، فهي برمجية ذكية ومتطورة جدا لم يسبق أن شاهدناها على الإطلاق. وقالت إليسا كوستانتي، نائبة رئيس الأبحاث في فورسكاوت، إن إصلاح نقاط الضعف في الأجهزة المتأثرة أمر معقد بشكل خاص لأن البرامج مفتوحة المصدر ليست مملوكة لأي شخص. وتابعت بقولها "إن الأمر متروك لمصنعي الأجهزة أنفسهم لإصلاح العيوب وقد لا يزعج البعض أنفسهم بالنظر إلى الوقت والنفقات المطلوبة. يتم تضمين بعض التعليمات البرمجية المخترقة في مكون من مورد وإذا لم يوثق أحد ذلك، فلن يعرف أحد أنه موجود". وقال راشد: "التحدي الأكبر يكمن في معرفة ما لديك من مشاكل وتغطية تلك الثغرات". وقال الباحثون إنه إذا لم يتم إصلاح الثغرات الأمنية، فقد تترك شبكات الشركات مفتوحة لهجمات رفض الخدمة المعطلة أو تسليم برامج الفدية أو البرامج الضارة التي تخطف الأجهزة وتضعها في شبكات الزومبي. مع وجود الكثير من الأشخاص الذين يعملون من المنزل أثناء الوباء، يمكن اختراق الشبكات المنزلية واستخدامها كقنوات في شبكات الشركات من خلال اتصالات الوصول عن بُعد.