عجز أي لاعب عن خلق المفاجأة في نسخة هذا الموسم من بطولة فرنسا المفتوحة التي أخر موعدها تفشي فيروس كورونا لتكون آخر البطولات الكبرى، إذ سيجمع النهائي بين الإسباني رافايل نادال الساعي الى تكريس سطوته في ملاعب رولان غاروس، وغريمه الصربي نوفاك ديوكوفيتش الطامح الى لقب ثان يتوج به موسمه المثالي، وذلك في ظل غياب خصمهما اللدود السويسري روجيه فيدرر للإصابة. وبلغ نادال، المصنف ثانيا، النهائي ال13 له في البطولة من أصل 16 مشاركة، بفوزه الجمعة على الأرجنتيني دييغو شفارتسمان 6-3 و6-3 و7-6 (7-صفر)، فيما تخطى ديوكوفيتش المصنف أول اليوناني ستيفانوس تسيتسيباس الخامس بصعوبة 6-3 و6-2 و5-7 و4-6 و6-1. وبين نادال الذي يريد الفوز باللقب للمرة ال13 من أجل معادلة الرقم القياسي لعدد الألقاب الكبرى المسجل باسم فيدرر (20)، وديوكوفيتش الطامح للقبه الكبير ال18 وتضييق الخناق على مناف س ي ه، سيكون نهائي الأحد الثالث بين الإسباني والصربي على ملاعب رولان غاروس بعد عامي 2012 و2014 حين خرج الإسباني منتصرا في المناسبتين. وتبدو الفرصة قائمة أمام ديوكوفيتش لإنهاء هيمنة نادال على البطولة التي حقق فيها الإسباني اليوم فوزه التاسع والتسعين مقابل هزيمتين منذ تتويجه في مشاركته الأولى عام 2005، إذ قدم الصربي موسما مثاليا لم يخسر فيه أي مباراة سوى واحدة بقرار تحكيمي بعد استبعاده من الدور الرابع لبطولة فلاشينغ ميدوز نتيجة توجيهه كرة قوية باتجاه احدى حكمات الخط. وستكون مواجهة الأحد الثانية بين الإسباني والصربي الباحث عن اللقب الثاني في رولان غاروس بعد 2016 (توج على حساب البريطاني أندي موراي)، هذا العام بعد نهائي كأس رابطة المحترفين حين خرج ديوكوفيتش منتصرا بمجموعتين. وأقر ديوكوفيتش أن رولان غاروس "منزل" نادال، مضيفا "لكني فزت عليه هنا في ربع النهائي عام 2015. يتوجب علي أن أكون في أفضل مستوى ممكن لأن مواجهة نادال في رولان غاروس تشكل على الأرجح أكبر تحد في رياضتنا. لكني سأكون موجودا وسأفعل كل شيء ممكن من أجل الفوز". ويتفوق ديوكوفيتش على نادال ب29 فوزا مقابل 26 هزيمة، وهو يمني النفس برفع غلته أمام الإسباني والخروج منتصرا من النهائي السابع والعشرين له في البطولات الكبرى. لكن المهمة لن تكون سهلة بتاتا أمام "ملك" رولان غاروس الذي ثأر الجمعة لخسارته أمام شفارتسمان الشهر الماضي في ربع نهائي دورة روما الإيطالية للماسترز، حين حقق الأرجنتيني فوزه الأول على الإسباني من أصل 9 مواجهات. قال نادال "بالنسبة لي انه أمر رائع أن اخوض نهائي رولان غاروس مرة جديدة". مرة جديدة ورغم الموسم المضطرب وغيابه عن الملاعب منذ آذار/مارس بسبب جائحة "كوفيد-19" حتى الشهر الماضي، تابع نادال هيمنته في رولان غاروس بدون منازع. بسط هيمنته في اول مجموعتين، لكنه ارتكب بعض الاخطاء بموازاة انتفاضة من الارجنتيني كادت تنتزع منه المجموعة الثالثة. لكن في نهاية الأمر، وضع نادال حدا لمشوار شفارتسمان الذي حقق الثلاثاء انجازا شخصيا ببلوغه نصف النهائي لأول مرة في تاريخ مشاركاته في البطولات الكبرى، وذلك بعد إقصائه النمسوي دومينيك تييم الثالث ووصيف بطل العامين الماضيين بالفوز عليه بعد مباراة ماراتونية استغرقت أكثر من خمس ساعات. في المجموعة الأولى، تقدم نادال سريعا 2-صفر، حاول شفارتسمان كسر ارسال الماتادور في الشوط الخامس، لكن نادال صمد ورفع الفارق إلى 4-1. احتفظ الاسباني بتقدمه حاسما المجموعة 6-3 في 67 دقيقة. وكما في المجموعة الاولى، بك ر نادال بكسر ارسال شفارتسمان متقدما 2-1 في الثانية، قبل ان يحسمها 6-3 في 44 دقيقة. في الثالثة، ترجم اول فرصة من اصل ثلاث لكسر ارسال الارجنتيني متقدما 3-1، وكان في طريقه لحسم المجموعة والمباراة بسهولة. لكن شفارتسمان صمد وكسر ارسال الاسباني مقلصا الفارق إلى 2-3 ثم 3-4، وكان قريبا جدا من كسره مجددا في ظل تراجع لياقة ابن جزيرة مايوركا الذي حافظ على رباطة جأشه وتقدم 6-5. وفي الشوط الحاسم "تاي بريك"، سحق نادال خصمه 7-صفر، قاطعا أي أمل منطقي له بالعودة. قال نادال الذي بلغ النهائي للمرة الخامسة دون خسارة أي مجموعة "في المجموعة الثالثة، ارتكبت بعض الاخطاء ولعب هو بشكل جيد". تابع نادال الذي تأهل للمرة ال28 إلى نهائي بطولة كبرى "لعبت كثيرا ضده، وهو يتحسن في كل مرة. خاض مباراة خارقة قبل يومين ضد دومينيك (تييم). اليوم سارت الامور بشكل جيد معي وأنا سعيد جدا". ومن جهته، جدد ديوكوفيتش تفوقه على تسيتسيباس الذي سبق له أن خسر أوائل العام أمام الصربي في نهائي دورة دبي، وحرم اليوناني من بلوغ النهائي الأول له في الغراند سلام. وبعدما بدا في طريقه لفوز سهل، عانى ديوكوفيتش واحتاج في نهاية المطاف الى ثلاث ساعات و45 دقيقة لتحقيق فوزه الرابع على اليوناني من أصل 7 مواجهات بينهما، والتأهل الى النهائي الثاني له هذا الموسم في الغراند سلام بعد بطولة أستراليا التي توج بلقبها على حساب تييم. وضرب الصربي بقوة في البداية، إذ كسر إرسال منافسه في الشوط الثاني من المجموعة الأولى، وكان ذلك كافيا له من أجل خلق الفارق وحسم الأمور لصالحه بعد أن تقدم 4-1 ثم 5-2 بعد أن تجنب خسارة إرساله لصالح اليوناني في الشوط السابع، وصولا الى إنهائها 6-3 في غضون 33 دقيقة. وبدا اليوناني أكثر ندية في بداية المجموعة الثانية التي بدأها بفرصة لكسر إرسال ديوكوفيتش، إلا أن الأخير قاوم وأنقذ الموقف ليكون التعادل سيد الموقف حتى الشوط الخامس الذي انتزعه الصربي على إرسال منافسه، ثم كرر الأمر في السابع، ما خوله حسم المجموعة 6-2 في 38 دقيقة. وكان التنافس أكبر في المجموعة الثالثة إذ فرض التعادل نفسه حتى الشوط التاسع حين كسر ديوكوفيتش إرسال منافسه ليتقدم 5-4، ثم حصل على فرصة حسم اللقاء على إرساله لكن اليوناني لم يستسلم ورد في الشوط العاشر فارضا التعادل قبل أن يكرر الأمر في الشوط الثاني عشر، حاسما المجموعة 7-5. وبدأ تسيتسيباس المجموعة الرابعة من حيث أنهى سابقتها، كاسرا إرسال الصربي في الشوط الثاني لكن رد الأخير جاء سريعا في الشوط التالي، ثم فرض التعادل نفسه قبل أن يخطف اليوناني المجموعة بكسره إرسال منافسه في الشوط العاشر، حاسما إياها 6-4، ليحتكم بعدها اللاعبان الى مجموعة خامسة حاسمة تسيدها ديوكوفيتش بعد أن كسر إرسال منافسه ثلاث مرات حاسما إياها 6-1.