مساء نفس اليوم الذي وري فيه جثمان الطفل عدنان الثرى بمقبرة سيدي عمار بطنجة، أحبطت محاولة أخرى لهتك عرض قاصر، ضحيتها طفل آخر بدوره يبلغ من العمر 11 سنة. وتمكن عناصر الأمن العمومي بمنطقة أمن بني مكادة، مساء أمس السبت، من توقيف شخص يبلغ من العمر 36 سنة، قام بنسج علاقة افتراضية مع الضحية عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وحاول استدراجه للقائه بإحدى الحدائق العمومية بمنطقة مغوغة، قبل أن يتم توقيفه من قبل عناصر الشرطة بتنسيق مع والد الطفل الضحية، وبحوزته مجموعة من الهدايا التي كان يعتزم استخدامها في عملية الاستدراج. ويتواصل البحث مع قاتل الطفل عدنان، وهو شخص يبلغ من العمر 24 سنة، مستخدم في المنطقة الصناعية بالمدينة، وقد أقدم على استدراج الضحية إلى شقة يكتريها بنفس الحي السكني، وقام بتعريضه لاعتداء جنسي متبوع بجناية القتل العمد في نفس اليوم وساعة الاستدراج، ثم عمد مباشرة لدفن الجثة بمحيط سكنه، حيث شكل هذه النهاية المأساوية لحادث اختفاء الطفل عدنان صدمة للرأي العام الوطني. وسبق أن شهدت طنجة مجموعة من حوادث الاختطاف والاعتداء الجنسي على الأطفال. ويتذكر سكان حي البرانص في سنة 2015 حادث اعتداء جنسي على طفل قاصر لا يتجاوز عمره 11 سنة، حين أقدم شخص، 30 سنة، كان يقيم بمنزل والديه، بعدما عاد إلى أرض الوطن عقب ترحيله لعدم توفره على وثائق الإقامة بالرغم من ازدياده بهولندا، باستدراج طفل من أبناء الحي نفسه الذي يقيم به إلى مرآب منزله. أشهر في وجهه سكينا، ليقوم بالاعتداء عليه جنسيا تحت التهديد رغم مقاومة الضحية الذي أصيب بكسر على مستوى رجله. وبمجرد ما أشعر الطفل والده بما تعرض له، تقدم هذا الأخير بشكاية لدى مصالح الأمن، وانتقلت عناصر قسم الأخلاق العامة بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية لولاية أمن طنجة إلى عين المكان، بعدما أمرت النيابة العامة بإجراء بحث في هذه النازلة. لكن المشتكى به تمكن من الفرار ولم يعد يتردد على منزله بالمدينة، الأمر الذي أفضى إلى إصدار مذكرة بحث ضده، وهي التي أوقعته في يد شرطة الناظور، حيث كان يختبئ بالمدينة التي ينحدر منها والديه. وخلال نفس السنة 2015 أيضا كانت مصالح الشرطة القضائية بمنطقة بني مكادة، قد تلقت شكايتين في أسبوع واحد، حول تعرض قاصرين لاعتداء جنسي، حين تقدم بهما والدي الضحيتين، بعدما اكتشافهما آثار الجريمة، وتعرفهما على المعتدين. الحادث الأول كان المعتدي رجل يتجاوز سنه 70 سنة، يعمل حارس ليلي، متزوج وأب لأربعة أطفال، بعدما أقدم على الاعتداء جنسيا على طفلة عمرها 7 سنوات، كانت تزور ابنته ببيته بحي بئر شفا بمقاطعة بني مكادة، قبل أن ينفرد بها بسطح المنزل ويهتك عرضها. ليكتشف بعد ذلك أبويها ما تعرضت له ابنتيهما، ويتم تقديم شكاية لدى مصالح الأمن، والمفاجأة أن المعني بالأمر كان له سوابق في ارتكاب مثل هذه الأفعال، وقضى عقوبة حبسية مرتين، سنتي 2001 و2004، من أجل نفس التهم. والحادث الثاني كان ضحيته طفل، 14 سنة، يعاني إعاقة ذهنية، حين اعتدى عليه جنسيا شاب، 22 سنة، يعمل بمحل للزجاج، يقع بجوار منزله بحي البوغاز، بعدما استدرجه إلى داخل المحل ليمارس عليه الجنس، وقد علم والدي (الضحية) بهذه الواقعة من خلال معاينة آثار الاعتداء الجنسي على ملابسه، قبل أن يتم إبلاغ الشرطة. وفي شهر غشت 2016، عاش حي "أطلس" بمقاطعة السواني على وقع محاولة اختطاف هوليودية، استهدفت طفلا من طرف سائق يقود سيارة مرقمة بإسبانيا حيث نجح الخاطف في البداية في اختطاف الطفل الذي كان في محيط منزل أسرته. غير أن صراخ سيدة عاينت عملية الاختطاف، أثار انتباه مجموعة من شباب الحي، الذين تدخلوا في محاولة لإفشال هذه العملية الإجرامية، وهو ما دفع المختطف إلى استعمال غاز "الكريموجين" وسلاح أبيض لمقاومتهم، قبل أن يضطر إلى التخلي عن الطفل من خلال رميه من نافذة السيارة مسببا له كسرا في يديه. وقبل أربع سنوات أيضا شهدت المدينة حادث اعتقال شخص انتحل صفة طبيب حاول سرقة طفل من قسم الولادات بمستشفى محمد الخامس بمدينة طنجة، بعدما ضبط المعني بالأمر مرتديا بدلة بيضاء وهو يحمل طفلا حديث الولادة اختطفه من حضانة المستشفى. وفي ماي 2014 كانت قد خرجت مسيرة احتجاجية في حي مسنانة بطنجة، تنديدًا باختفاء الطفل صلاح الدين العميري، الذي كان قد أكمل عامه الخامس، وعثر عليه ميتًا، ملقى في بئر الفلاح، في حي بوطريقة، واتهمت أسرة الطفل امرأة تبيع الأعشاب، وتمارس الشعوذة في الحي، باختطافه قصد ممارسة طقوس سحرية، ترتبط باستخراج الكنوز، حيث تعرض الطفل للاختطاف ثم القتل، عبر إلقائه في بئر، بغية إخفاء معالم الجريمة. وقبل ذلك في سنة 2013 تم إلقاء القبض على مواطن سكوتلاندي وهو يمارس الجنس على أحد الأطفال في ساعة متأخرة من الليل وسط مقبرة سيدي بوعبيد بجوار المدينة القديمة لطنجة، وقام مجموعة من الشبان برشقه بالحجارة قبل أن تصل سيارة الشرطة. و المعني بالأمر، 59 سنة، كان قد التقى بالضحية، 14 سنة، الذي ينحدر من القصر الكبير ويقيم بطنجة بدون مأوى رفقة الأطفال المشردين، وطلب منه بأن يرافقه بعدما منحه مبلغ 40 درهما، والغرفة الجنحية بالمحكمة الابتدائية بطنجة أصدرت في حقه حكما يقضي بإدانته بسنتين سجنا نافذا، بعدما تمت متابعته من أجل الاعتداء الجنسي على طفل مغربي قاصر.