التقت العين أمس مع مشهد مصور يبعث على الأمل، و عيني حاليا تبحث عن كل شذرة أمل.. أربع حالات أصيبت بالڤيروس اللعين، تغادر مستشفى سيدي سعيد بمكناس بعد أن نجحت أجساد ثلاث نسوة و شاب في المقاومة. تعافوا من أذى الڤيروس، و مشهد مؤثر بعد أن ودعهم الطاقم الطبي كاملا بالتصفيق. في مقطع من ثوان قليلة، تتملك المشاهد رغبة في أن يجدد الشكر لكل المشتغلين في القطاع الصحي ممن يقدمون خدمات نبيلة. يحسون بسعادة لا تصفها الكلمات، حين يسهمون في إنقاذ أشخاص يمرون من محنة حقيقية. المشهد المصور، رائع بكل تفاصيله البسيطة و البريئة و العفوية. ثلاث نسوة و شاب، يغادرون المستشفى. الشاب الذي أفلت من أذى الڤيروس، يتوجه لكاميرا هاتفه المحمول، ليقول وسط الطاقم الطبي بأن المشتغلين في المستشفى هم أهله. الجملة تغني عن كل تعليق.. التقت العين أمس مع مشهد مصور يبعث على الأمل، و عيني حاليا تبحث عن كل شذرة أمل.. مشهد مستشفى سيدي سعيد بمكناس، يستحب أن نرى مثيلا له مرات و مرات، و مثل هاته السيناريوهات هي التي يود المتابع أن تصور لتبعث إشارات أمل لمواطنين مغاربة يرقبون غدا أفضل. بعد مرور فترة الحجر الصحي، سأخصص الوقت الكافي لمتابعة كل المقاطع التي تحمل صورا لأشخاص تعافوا و عبروا من المرحلة الحرجة. أما أفضل المشاهد و التي لا أتمنى أصلا أن نبلغ مرحلة تصويرها، فتخص أناسا يلتزمون بالبقاء في بيوتهم حاليا. مغاربة يصغون لتعليمات أهل الاختصاص، و يتفادون الدخول في جدال مع الشك و التوجس و الهلع. مغاربة لا يلقون بأنفسهم إلى التهلكة، و ينأون عن الخروج للشارع، و الاختلاط مع مواطنين آخرين. التقت العين أمس مع مشهد مصور يبعث على الأمل، و عيني حاليا تبحث عن كل شذرة أمل.. أربع حالات لأشخاص أصابهم الفيروس، و غادروا مستشفى سيدي سعيد بمكناس بعد أن تماثلوا للشفاء. شاب، و ثلاث نسوة. إحداهن يبدو بأنها متقدمة في السن، و الابتسامة تعلو ما ظهر من محياها. هي فرحة تجديد اللقاء مع الحياة، لأن من يمر من محنة الڤيروس اللعين يستحق أن يفرح و يحتفل. سيحس في كل لحظة في المستقبل، برغبة في تقديم الشكر دون توقف للطاقم الطبي الذي سهر على العناية به. هؤلاء الأربعة الذين صورتهم الكاميرا و هم بصدد مغادرة المستشفى سالمين، لو أخبرتهم الآن بأن هناك من يجلس خلف شاشة هاتفه ليزايد على أطباء البلد و ممرضيه و صيادلته، سيصابون بالتقزز. كل ناقلي السلبية من البعيدين كل البعد عن النقد البناء، أناس لا يخبرون حقا ما الذي يعنيه تقديم خدمة طبية في زمن انتشار الوباء. أتحدث طبعا عن الأطباء الشرفاء، و ليس فئة الأطباء التجار الذين يختفون و يتبخرون و يقدمون الأعذار للغياب في وقت الشدة. هؤلاء، رسالة الطب أكبر منهم، و سيجدون أنفسهم في وضع تسلل بعد أن تعبر المحنة. آخر الكلام، هنيئا للأشخاص الأربعة الذين غادروا مستشفى سيدي سعيد بمكناس بعد أن قاوموا و تعافوا من الڤيروس. و من الآن تهنئة لكل من سيستعيدون نغمة الحياة بعد أن تربص بهم الداء، و تحية خاصة لكل الأطقم الطبية التي تشتغل في الخط الأول لمواجهة الڤيروس. أيها السادة، شكرا لكم و لا داعي لأن تنتبهوا للعدميين الذين يبخسون مجهودات الشرفاء. الأنذال لا يعتد بهم، و لم نكن يوما نعول عليهم و السلام.