بعد مشاركته في أسبوع النقاد في مهرجان كان والمسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش قدم المخرج الشاب علاء الدين الجم فيلمه الروائي الطويل سيد المجهول أمام لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الروائي الطويل والنقاد والإعلاميين وعموم الجمهور في أول أيام عروض مسابقات الدورة21 من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة. وقد كشف علاء الدين الجم في أول تجربة له مع الفيلم الروائي الطويل أنه مخرج متمكن من أدواته السينمائية وقادرعلى حكي حكاية ممتعة بممثلين مدهشين وبفنية عالية في التصوير والإضاءة وغيرها وهذا ليس بغريب على مخرج سبق له أن أعلن عن موهبته بقوة في الفيلم القصير من خلال العديد من الأعمال منها حوت الصحرا المتوج بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم سنة 2015 . وأكد الجم من خلال عرض المهرجان الوطني بطنجة أن اختيار فيلمه سيد المجهول للمشاركة في مهرجان كان ثم مهرجان مراكش فيما بعد لم يكن ضربة حظ .. بل إنه استحق المشاركة في هذين المهرجانين لسينمائيته وتميزه الفني وليس من المستبعد أن يتم تتويجه بإحدى جوائز المهرجان الوطني للفيلم بطنجة آخر مهرجان يعرض فيه الفيلم . وقد كان عرض طنجة مناسبة للمخرج الشاب لاكتشاف ردود فعل الجمهور في تظاهرة سينمائية أخرى، و في ظل ظروف مختلفة، كما أعلن عن ذلك قبل بداية العرض. وفي حديث لأحداث أنفو، أوضح أنه يريد أن يتعرف على تجاوب الجمهور مع الفيلم و ردود فعله تجاهه لأن الجمهور يختلف من مكان إلى آخر وحتى من قاعة إلى أخرى من جهة أخرى. وفيما يتعلق بحضورالفضاء في فيلمه كشف علاء الدين الجم، أنه صور سيد المجهول في منطقة أكفاي الصحرواية التي يستغرق السفر إليها من مراكش، حوالي 50 دقيقة، وهي المرة الرابعة التي يصور بها أفلامه، موضحا أن في أفلامه يشتغل على الفضاء ويحاول أن يجعل منه شخصية وفي الغالب يكون فضاء مغلقا. وأضاف في هذا السياق أنه كمخرج عندما يكون مستغرقا في كتابة سيناريوالفيلم فإنه يلزمه أن يتخيل الفضاء الذي يريد أن يصور فيه عمله وحتى الكادرات. وأكد الجم أنه في سينماه يعتمد بشكل كبير على الجانب البصري. وعن الكاستينغ الذي كان من نقط قوة الفيلم وبرع فيه مجموعة من الممثلين ذوي التجارب المختلفة، مثل يونس بواب وحسن بديدا وصالح بنصالح ومحمد نعيمان وبوشعيب السماك وأحمد برزيز وعبد الغني كتاب، قال الجم إن الفيلم جمع خليطا من الممثلين سواء المعروفين أو الذين هم بداية مشوارهم، أو الذين لم يسبق لهم أن خاضوا تجربة التمثيل من قبل. و أضاف أنه تم عقد جلسات كاسيتنغ عديدة وشاهد الممثلين المتقدمين للكاستينغ عدة مرات، ثم تم تصوير تجارب للأداء وأنه أخذ الوقت الكافي حتى يختار الممثلين الذي جسدوا شخصيات الفيلم. أما بخصوص عنصر الضوء والإضاءة، فقد أوضح أنه كان الاشتغال بالضوء الطبيعي ولم يتم اللجوء إلى الإضاءة كثيرا ، و أنه حتى فيه زمن الليل في الفيلم كانت إضاءة قليلة لأنه تم تصوير الليل بالنهار باستخدام طريقة إضاءة أمريكية معروفة في المجال. فالفيلم يوضح الجم له طابع حكاية خرافية بعض الشيء و أنه لايندرج ضمن الجانب الواقعي. و أضاف أنه كان هناك اشتغال على العمق في الصورة ولهذا تم التصوير في النهار وحتى الليل تم تصويره بالنهار من أجل إظهار التلال وبخصوص سيناريو الفيلم كشف الجم أنه استغرق في كتابته ما بين ثلاث إلى أربع سنوات ثم استعان بمستشارين في المجال مما مكنه من نظرة خارجية عن العمل وهو ما جعله يطرح أسئلة لم يطرحها من قبل. وعن إنتاج العمل أوضح أنه كان إنتاجا مشتركا مغربيا فرنسيا بمشاركة لبنانية وقطرية من خلال مؤسسة الدوحة للأفلام . واستفاد من التسبيق على المداخيل من المغرب وفرنسا ومساهمة خاصة في إنتاجه . من جهة أخرى أكد الجم أن هناك جيلا جديدا من المخرجين المغاربة يسجل اسمه في المشهد السينمائي المغربي، من خلال أفلامه القصيرة أو أفلامه الطويلة الأولى، وكدليل حديث على ذلك قدم تتويج صوفيا علوي من خلال فيلمها القصير "لا يهم إن نفقت الكلاب" في مهرجان سان دانس. وتتويج حليمة الودغري من خلال فيلمها "كلاب" في الدورة الأخيرة من مهرجان برلين. بالإضافة إلى مخرجين وأسماء أخرى شاركت في مهرجانات عالمية، وتعد بمستقبل واعد، وهذا ما سيخلق تنوعا في المشهد السينمائي المغربي، وإضافة أشكال وأنواع وتجارب مختلفة عن التجارب السابقة التي كان يغلب عليها طابع الدراما الاجتماعية.. وأكد الجم في الأخير أن هناك جيلا جديدا يعلن نفسه وسوف يذهب أبعد من الجيل السابق في مشواره السينمائي.