دخان كثيف أسود خنق سماء شارع محمد السادس، زوال أمس الجمعة ومعه أنفاس المارة، و العشرات من التجار الذين حوصروا داخل ممرات القيسارية الضيقة0 «القراعي القراعي!»، يصرخ أحد رجال الوقاية المدنية، وهو يستعجل زميله لكي يمده بقنينة أوكسجين جديدة، لكي يتمكن من اختراق أدخنة الحريق الذي حجب الرؤيا وجعل العديد من السكان القاطنين بجوار القيسارية يختنقون، سيما النساء منهم اللواتي شرعن في الإغماء تباعا عند تمكن عناصر الوقاية المدنية من انتشالهم من العمارة السكنية، بينما وقف بعض المستخدمين التابعين للمحل البلاستيك الذي انطلقت منه الشرارة الأولى للحريق، الذي اندلع في زوال أمس وبالضبط لحظة انصراف التجار لأداء صلاة الجمعة، واستنفرت له عناصر القيادة الجهوية للوقاية المدنية و عناصر المنطقة الأمنية الفداء0 مصدر من الوقاية المدنية رجح أن سبب الحريق تماس كهربائي، كما أن بعض تجار محل البلاستيك المحترق أكدوا نفس الأمر:«غير سدينا المحال أو مشينا نصليو جينا لقينا العافية!» مرجحين هم أيضا فرضية التماس الكهربائي0 رجال الوقاية المدنية مزودين بقنينات أوكسيجين، ومعدات متطورة، وجدوا صعوبة في اقتحام الحريق، لكثافة الدخان وقوته، ولم يسلموا هم كذلك من الاختناق، و تمكنوا رقفة بعض أقارب الضحايا من إفراغ المبنى القيسارية و اسعاف ست نساء اختنقن بفعل الدخان السام الذي نفثته نيران الحريق، وتم نقلهن على وجه السرعة إلى مستشفى الملازم بوافي بالبيضاء، لتلقي الاسعافات الأولية، حيث أكد مديره أن حالتهن لا تدعو للقلق، فيما أشارت مصادر من داخل الوقاية المدنية أن باقي الحالات والتي تشمل 30 حالة اختناق قد تم نقلها إلى مستعجلات المستشفى الجامعي ابن رشد، ومستشفى 20 غشت0 مصالح الأمن مرفوقة بعناصر الشرطة العلمية من المنتظر أن تفتح تحقيقا لمعرفة أسباب هذا الحريق، الذي كاد أن يسبب كارثة، وخلف خسائر قدرتها مصادر بملايين الدراهم، في الوقت الذي ضبط فيه شخص متلبس بسرقة بعض السلع التي لم يمسسها لهب النيران!0