لا يزال الغموض يلف مصير طاقم المقاتلة السعودية التي تبنى المتمردون الحوثيون إسقاطها في اليمن حيث أدت سلسلة من الغارات التي شنهتها قوات التحالف عن مقتل 31 شخصا حسب الأممالمتحدة. وكان التحالف العسكري الذي تقوده السعودية أعلن أن الطاقم المكو ن من ضابطين استخدم كراسي النجاة للخروج من الطائرة قبل سقوطها في شمال محافظة الجوف أول أمس الجمعة 14 فبراير، غير ان المتمردين فتحوا النيران باتجاههمها في "انتهاك لأحكام القانون الدولي الإنساني"، حسب التحالف. وقال التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية في وقت متأخر أمس السبت 15 فبراير، إن "القيادة المشتركة للتحالف ت حمل الميليشيا الحوثية الإرهابية مسؤولية حياة وسلامة الطاقم الجوي لطائرة التورنيدو بموجب القانون الدولي الإنساني". ولم يوضح البيان ما إذا ما كان عضوا الطاقم نجوا أو أسرا بعد تحطم الطائرة في مكان يسيطر عليه الحوثيون، كما أن التحالف لم يوضح اسباب تحطم الطائرة. ولكن في حال ثبتت مسؤولية الحوثيين، فإن حادث إسقاط مقاتلة نادر، وسيمثل نكسة للتحالف العسكري المعروف بتفوقه الجوي ويكشف توسع ترسانة المتمردين. ونشر المتمردون لقطات قالوا إنها تظهر "لحظة إطلاق الدفاعات الجوية لصاروخ أرض جو باتجاه الطائرة وإصابتها بشكل مباشر". وبعد يوم على تحطم الطائرة المقاتلة، أعلنت الأممالمتحدة مقتل 31 مدنيا في غارات جوية أعقبت الحادث. ومن جانبه، قال التحالف السبت إنه "تم تنفيذ عملية بحث وإنقاذ قتالي بموقع سقوط الطائرة"، لافتا إلى أنه "تم الإبلاغ عن احتمالية وقوع أضرار جانبية أثناء عملية البحث والإنقاذ". ونددت ليز غراندي منسقة الشؤون الانسانية للأمم المتحدة في اليمن في بيان ب "الغارات الفظيعة"، مضيفة أن "خمس سنوات من النزاع انقضت ولا يزال المتحاربون غير قادرين على الالتزام" بحماية المدنيين. ودعت المنظمة غير الحكومية "سيف ذي تشليدرن" (أنقذوا الأطفال) إلى تحقيق عاجل ومستقل بالهجوم الجوي الذي أدى إلى مقتل مدنيين، وحثت على محاكمة المسؤول عن الهجوم الذي استهدف منطقة مأهولة. ويشهد اليمن منذ 2014 حربا بين المتمر دين الحوثيين المقر بين من إيران، والقوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به، وقد تصاعدت حد ة المعارك في مارس 2015 مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري دعما للقوات الحكومية.