اندلع إطلاق نار كثيف، اليوم الثلاثاء 14 يناير، في الخرطوم بعد أن "تمرد" عناصر من جهاز المخابرات العامة السوداني ضد خطة لإعادة هيكلته، ما أدى الى جرح خمسة أشخاص واغلاق مطار الخرطوم. ومن بين المصابين فتى وجندي في اطلاق النار على قاعدتين تابعتين لجهاز المخابرات العامة الذي كان يعرف سابقا بجهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني، وكان مثيرا للجدل خلال عهد الرئيس السابق عمر البشير. ولعب جهاز الأمن والمخابرات الوطني دورا أساسيا في قمع التظاهرات التي انطلقت في دجنبر 2018 وأدت إلى إطاحة الجيش بعمر البشير تحت ضغط الشارع في ابريل بعد 30 عاما من الحكم. وذكر شهود عيان لمراسل وكالة فرانس برس ان اطلاق النار اندلع في قاعدة الرياض القريبة من مطار الخرطوم، وقاعدة بحري شمال العاصمة، وأغلقت كافة الطرقات المؤدية إلى القاعدتين ما تسبب بزحمة سير. وصرح فيصل محمد صالح المتحدث باسم الحكومة ان "بعض مناطق العاصمة شهدت تمردا لقوات هيئة العمليات التابعة لجهاز المخابرات العامة حيث خرجت وحدات منها الى الشوارع وأقامت بعض المتاريس وأطلقت زخات من الرصاص في الهواء". واضاف أن "بعض الوحدات رفضت المقابل المادي الذي قررته الجهات الرسمية مقابل التسريح واعتبرته أقل مما يجب أن يتلقوه". وقال "في هذه الأثناء نرجو من المواطنين الابتعاد عن هذه المواقع المحددة وترك الامر للقوات النظامية لتأمين الموقف". ودعت قوى الحرية والتغيير في السودان السكان الى الهدوء وعدم منح فرصة لمن يرغبون في "جر البلاد الى سفك الدماء".وذكر جهاز المخابرات العامة في بيان انه "يعمل على تقييم الوضع". وأضاف أنه "في إطار هيكلة الجهاز وما نتج عنها من دمج وتسريح حسب الخيارات التي طرحت على منسوبي هيئة العمليات، اعترضت مجموعة منهم على قيمة المكافأة المالية وفوائد ما بعد الخدمة". وأضاف أنه تجري حاليا مفاوضات لحل المسألة نظرا لأن للمنسوبين مطالب مالية. وأعلن عبد الحافظ عبد الرحيم المتحدث باسم الطيران المدني السوداني لوكالة فرانس برس "تم إغلاق مطار الخرطوم أمام الملاحة الجوية لمدة خمس ساعات لأسباب أمنية، وأكد رئيس الوزراء عبدالله حمدوك أن الوضع تحت السيطرة. وكتب على تويتر "نطمئن مواطنينا ان الأحداث التي وقعت اليوم تحت السيطرة وهي لن توقف مسيرتنا ولن تتسبب في التراجع عن أهداف الثورة. الموقف الراهن يثبت الحاجة لتأكيد الشراكة الحالية والدفع بها للأمام لتحقيق الأهداف العليا".