الكلام المغربي العميق الذي قاله شوقي بنيوب عن أحداث الحسيمة، هو كلام يجب أن نسمعه جميعا، ويجب أن نفهمه جميعا ،ويجب أن نستوعبه جميعا وإن لم يرق لبعضنا... بنيوب أكد الخميس أن المغرب شعبا ودولة احتضن أحداث الحسيمة ولم يدر لها الظهر، وأن الجميع في هذا البلد اعتبر المطالب الاجتماعية لساكنة الحسيمة أمرا عادلا لابد من التعامل معه بشكل إيجابي. بنيوب أورد رقما يغنينا عن مزيد من الكلام للتدليل على صدقية ما قاله هو رقم 17 بعثة وزارية ورسمية توجهت إلى الحسيمة بعد تلك المطالب الاجتماعية العادلة لكي تستمع للنشطاء . طبعا الجميع يعرف أن هؤلاء النشطاء; أو على الأقل من كانوا يتحكمون فيهم من وراء ستار، رفضوا البعثات الوزارية كلها ووصفوا الوزراء القادمين إلى هناك لأجل التفاوض، باللصوص والعصابات، ورفعوا سقف المطالب إلى أن وصلوا إلى جنون ناصر الزفزافي الشهير، يوم قال بأن الاستعمار الإسباني أرحم بكثير من الاستعمار العروبي (كذا والله !!!!) ويوم دخل المسجد لكي يلقي الخطبة في صلاة الجمعة عوض الإمام العادي للجامع معتبرا أنه أكثر فقها من ذلك الإمام ومشبها نفسه بعمر إبن الخطاب (كذا والله مجددا !!!) قبل أن يهرب من سطح إحدى المنازل ثم يعتقل ثم يعرض نفسه للمساءلة القانونية التي هو تحت سلطتها الآن مثل أي مواطن مغربي آخر... هذا الكلام الذي قاله المندوب الوزاري لحقوق الإنسان، كلام مهم للغاية لأنه يأتي بعد أن هدأت الأحداث، ويمكن لمن يستمع إليه الآن أن يقول « أي والله نعم، كل هذا صدق في صدق »، وهذا عكس ماكانت تأتي به ردود الأفعال في حينه وأوانه والأحداث في الحسيمة مشتعلة، والأجانب وغير الأجانب من بني الجلدة من حاملي الجنسية بالأوراق والامتيازات فقط - يشعلونها من وراء ستار ويفركون الأيدي فرحا بالانتصارات القادمة التي لن تتأتى لهم أبدا... اليم بكل هدوء الكون المغربي يمكن قولها: المغرب دولة وشعبا لم يديرا الظهر لمطالب الحسيمة. هناك أيدي أخرى لم ترد لمطالب الحسيمة العادلة أن تتحقق. هي كانت تريد فقط أن تتحقق لها مطالبها، وتلك الجهات للأسف الشديد لم تدخل السجن، بل دخل المعتقلات عن حق وبعد تورط جنائي من صدقوا تلك الجهات وهي كاذبة ترانا ذات يوم نفهم ماوقع بالتحديد ونستوعب أن المجرمين الفعليين الذين ورطوا نشطاء الحسيمة في كثير الشعارات الكاذبة هم من يستحقون دخول المعتقلات؟