نفى الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة حكيم بن شماش، وجود تيار داخل الحزب، كما يروج خصوم الشرعية داخل التنظيم، مؤكدا أن الحزب يتجاذبه توجهان، الأول يلتف حول الشرعية الحزبية والمؤسساتية وهو الذي يقوده الأمين العام للحزب، وتوجه آخر يقوده أعضاء ينتظمون في إطار شبكة من التحالفات تُحركهم نزوعات مصلحية نفعية تسير في الاتجاه المضاد لمصلحة الحزب. وأكد بن شماش، في لقاء تواصلي عقده أخيرا بمقر الحزب بالرباط مع شبيبة حزب الأصالة والمعاصرة، أنه لم يلمس على الإطلاق وجود مقومات تيار لدى خصوم الشرعية، مبرزا أن عيون هؤلاء مصوبة نحو الاستحقاقات الانتخابية المقبلة والبحث عن التموقع وتحقيق امتيازات ومصالح ذاتية، فيما هاجس القيادة هي الأجيال المقبلة والمصلحة العليا للبلاد والتنظيم. وأبرز بن شماش أن خصوم الشرعية يحاولون عبثا الركوب على موجة الصراع الفكري لإيهام الرأي العام الحزبي والوطني بوجود خلافات ذات طبيعة آيديولوجية وفكرية داخل الحزب، والحقيقة غير ذلك، لأن من يقودون الجناح المعارض للشرعية الحزبية لم يبلوروا أي مشروع فكري أو وثيقة سياسية، بل لم يتعبؤوا حتى للمشروع السياسي الذي صاغه الأمين العام للحزب مباشرة بعد انتخابه قبل سنة، لأن ما يهمهم ليس هو بلورة وتطوير المشروع الإيديولوجي والسياسي للحزب، بل تحقيق مصالح وامتيازات. وانتقد بن شماش في اللقاء نفسه ركوب خصوم الشرعية على موجة التعارض بين الشباب والكهول، لإيهام الرأي العام الحزبي والوطني، بأن ما يعرفه الحزب من خلافات نابع من صراع بين تيار شبابي وآخر يقوده "شيوخ" الحزب، وهو تضليل واضح ، لأن الحزب لا يعرف أي صراع بين شبابه وشيوخه. في السياق، أكد بن شماش أن ما يقع داخل الحزب من تجاذبات وخلافات مسألة حتمية، وأن هذه الخلافات كانت تتأجل باستمرار بفعل توافقات وتنازلات وترضيات، وأن عوامل الأزمة نضجت وتفجرت في فضيحة السبت الأسود، في إشارة إلى الاجتماع الأول للجنة التحضيرية للحزب المنعقدة في 18 ماي الماضي. إلى ذلك، عبر شباب حزب الأصالة والمعاصرة عن وقوفهم وراء الشرعية الحزبية، ونبذهم لأية محاولة تروم القفزعليها،مؤكدين التزامهم بالمؤسسات الحزبية، وفي مقدمتها مؤسسة الأمانة العامة بوصفها مؤسسة منتخبة بشكل ديمقراطي، والمكتب السياسي والهيئات والمؤسسات القانونية للحزب. وثمن شباب الحزب دعوة بن شماش إلى ضرورة تخليق الحياة الحزبية، والابتعاد عن شخصنة أي نقاش أو اختلاف سياسي، وجعل السياسة ممارسة نبيلة. وأكد شباب الحزب استمرار انخراطهم في الدفاع عن المشروع السياسي والمجتمعي للحزب، والتصدي لكل محاولات السطو على مؤسسات الحزب باسم شرعيات وهمية مطبوخة.