باريس, 14-4-2019 - فرط باريس سان جرمان بفرصة ثانية على التوالي لحسم لقب الدوري الفرنسي لكرة القدم، وذلك بتلقيه هزيمة مذلة أمام ملاحقه ومضيفه ليل 1-5 الأحد في المرحلة الثانية والثلاثين، متأثرا بالنقص العددي في صفوفه. وكانت الفرصة قائمة أمام نادي العاصمة لحسم لقبه الثاني تواليا والسادس في آخر سبعة مواسم من خلال العودة بتعادل من ملعب ليل، لكنه كرر سيناريو المرحلة الماضية حين كان بحاجة للفوز على ستراسبورغ من أجل ضمان التتويج لكنه اكتفى بالتعادل 2-2. وهي الهزيمة الأولى لسان جرمان أمام ليل في الدوري منذ موسم 2011-2012 عندما سجل البلجيكي إدين هازار نجم تشلسي الانكليزي حاليا من ركلة جزاء هدف الحسم (2-1). كما أنها المرة الأولى التي يتلقى فيها 5 أهداف خلال مباراة في الدوري منذ 2 كانون الأول/ديسمبر 2000 ضد سيدان (1-5 ايضا) بحسب "أوبتا" للاحصاءات الرياضية. بالنسبة لنجم النادي الباريسي ومتصدر هدافي الدوري كيليان مبابي، فلاعبي حامل اللقب "لعبوا كمبتدئين"، متحدثا لقناة "كنال بلوس" عن مجريات المباراة وسرعة الهجمات "من منطقة الى أخرى... لا يمكننا أن نلعب دون شخصية بهذه الطريقة. أن تتلقى شباكنا ثلاثة، أربعة، خمسة (أهداف). هذا ليس بالأمر الطبيعي". ورأى بطل مونديال 2018 أن ليل "فريق جيد، أهنئهم. لعبوا أمام جمهور جميل وملعب جيد... لكن المسألة تتعلق بنا. يجب أن نصحح أخطاءنا. نلعب كمبتدئين. يجب التركيز. هناك مباراة تنتظرنا الأربعاء ويجب تجنب ما حصل معنا". وسيحظى سان جرمان الذي تقلص الفارق بينه وبين ليل، الضامن مشاركته في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل كونه يتقدم بفارق 20 نقطة على مرسيليا الرابع قبل 6 مراحل (18 نقطة) على نهاية الموسم، بفرصة ثالثة لحسم الأمور عندما يحل الأربعاء ضيفا على نانت في مباراة مؤجلة من المرحلة الثامنة والعشرين. ومن المؤكد أن فريق المدرب الألماني توماس توخل تأثر بفقدانه جهود نجمه البرازيلي نيمار ومواطنه ماركينيوس وهدافه الاوروغوياني أدينسون كافاني والأرجنتيني أنخل دي ماريا الغائبين للاصابة التي طالت الأحد لاعبين آخرين من الفريق الباريسي. على "استاد بيار موروا" وفي أجواء حماسية جدا، بدأ سان جرمان اللقاء مندفعا واعتقد أنه افتتح التسجيل منذ الدقيقة الثانية عبر مبابي الذي حول تسديدة زميله البلجيكي توما مونييه في شباك مايك مانيان، لكن الحكم ألغاه بداعي تسلل بطل مونديال 2018. وخلافا لمجريات اللقاء، وجد فريق توخل نفسه متخلفا في الدقيقة 7 عندما حول مونييه الكرة عن طريق الخطأ في مرمى فريقه إثر عرضية من جوناتان إيكونيه، لكن سرعان ما أعاد الإسباني خوان برنات المباراة الى نقطة الصفراء بعدما دفع الكرة مباشرة في الشباك إثر مجهود فردي وعرضية متقنة من مبابي (11) الذي اعتقد بعد دقائق أنه وضع فريقه في المقدمة لكن الحكم الغى هدفه بداعي التسلل أيضا (13). وتعرض نادي العاصمة لضربتين قاسيتين باضافة القائد البرازيلي تياغو سيلفا الى لائحة المصابين واضطراره لترك الملعب لصالح الألماني تيلو كيهرر (16)، ثم مونييه الذي ترك الملعب في الدقيقة 24 لصالح موسى ديابيه. وتدهورت الأمور أكثر فأكثر بالنسبة لسان جرمان بعدما طرد برنات في الدقيقة 36 لاسقاطه العاجي نيكولا بيبي حين كان اللاعب المولود في فرنسا متوجها للانفراد بالحارس ألفونس أريولا. ورغم النقص العددي، كان سان جرمان الأخطر في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول وحصل على فرصة ثمينة لتسجيل هدف التقدم عبر الألماني يوليان دراكسلر، لكن الحارس مانيان كان حاضرا(41). وقبيل صافرة نهاية الشوط الأول، أجرى ليل بدوره تبديلا اضطراريا بعد اصابة قائده آداما سوماورو الذي استبدله المدرب كريستوف غالتييه بالبرازيلي غابريال (45). وبعد فرصة أولى ثمينة لكيهرر الذي مرت رأسيته بجانب القائم الأيمن، خطف ليل هدف التقدم مجددا من هجمة مرتدة سريعة وتمريرة بينية متقنة من إيكونيه الى بيبي الذي تقدم بالكرة ثم سددها أرضية بعيدا عن متناول أريولا (51)، رافعا رصيده الى 19 هدفا في الدوري هذا الموسم. وفي ظل الضغط المتواصل للضيف الباريسي بحثا عن نقطة التتويج، حاول ليل الاستفادة من المساحات للانطلاق بالهجمات المرتدة التي كانت خطيرة جدا وقد أسفرت إحداها عن هدف الضربة القاضية لفريق توخل عبر جوناثان بامبا الذي وصلته الكرة من إيكونيه، فانطلق بها قبل أن يطلقها صاروخية من زاوية ضيقة في شباك أريولا (65). وتحولت مباراة التتويج الى كابوس بالنسبة لسان جرمان، إذ اهتزت شباكه للمرة الرابعة بكرة رأسية للبرازيلي البديل غابريال إثر ركلة ركنية نفذها بيبي (71)، ثم أضاف البرتغالي جوزيه فونتي الخامس بكرة رأسية إثر ركلة ركنية (84). انتزع سانت إتيان ثلاث نقاط ثمينة في صراعه على المراكز الاوروبية، وتقدم الى المركز الرابع بفوزه على ضيفه بوردو 3-صفر. وضيق فريق "الخضر" الخناق على ليون في سعيه لإنتزاع المركز الثالث الأخير المؤهل الى دوري أبطال أوروبا، إذ لم يعد يبتعد عنه سوى ثلاث نقاط (53 مقابل 56)، فيما تجمد رصيد بوردو عند 38 نقطة في المركز الثالث عشر. وسجل لسانت إتيان لاعب الوسط التونسي وهبي الخزري من ركلة جزاء (56) بعدما إستعان الحكم بتقنية المساعدة بالفيديو ("في آيه آر") لإحتساب لمسة يد على المدافع الإسباني سيرغي بالنسيا داخل المنطقة. وأضاف ماثيو ديبوشي الهدفين الثاني برأسية والثالث بتسديدة من قدمه اليمنى (74 و90)، رافعا رصيده إلى أربعة أهداف في 19 مباراة في الدوري هذا الموسم. وفاز مونبلييه على ضيفه تولوز 2-1، وبات يشكل تهديدا لمرسيليا صاحب الخامس إذ بات يتأخر عنه بفارق ثلاث نقاط فقط. ورفع مونبيليه رصيده إلى 48 نقطة، فيما تجمد رصيد تولوز عند 35 في المركز الرابع عشر. ووابتعد رين عن المراكز الاوروبية بعد تعادله السلبي مع نيس، في مباراة شهدت إصابة لاعبيه قائم مرمى ضيفه ثلاث مرات، اثنتان منها لأدريان هونو في غضون دقيقتين (80 و82). ويحتل رين المركز العاشر برصيد 43 نقطة مقابل 48 لنيس الثامن.