طرابلس, 5-4-2019 - يعتبر المشير خليفة حفتر الذي بدأت قواته الخميس هجوما للسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس، رجل حرب بامتياز يطمح الى تولي السلطة في هذا البلد الغني بالنفط والغارق في الفوضى. ويقدم حفتر (73 عاما)، صاحب الشعر الرمادي والشاربين الاسودين، نفسه بانه "منقذ" ليبيا. لكن خصومه يتهمونه بتدبير الانقلابات وبالسعي الى ارساء ديكتاتورية عسكرية جديدة في ليبيا. ويتهم قائد "الجيش الوطني الليبي" جميع معارضيه بانهم "ارهابيون" أو "مرتزقة". والخميس، اطلق هجوما جديدا يستهدف هذه المرة طرابلس، مقر حكومة الوفاق الوطني التي يتراسها خصمه فايز السراج وتحظى بدعم المجتمع الدولي. انه العدود اللدود للاسلاميين، ونجح العام 2017 في وضع يده على شرق ليبيا بعد عملية بدأها في 2014 ضد المجموعات الجهادية في بنغازي، كبرى مدن الشرق. ويومها، انضم العديد من ضباط المنطقة الشرقية الى صفوف قواته التي نجحت في السيطرة على بنغازي. ولتعزيز صورته كرجل حرب لا يستهان به، اعلن هجوما آخر على درنة، المدينة الوحيدة التي كانت خارج سيطرته في الشرق، واكد نهاية حزيران/يونيو 2018 "تحريرها" من المجموعات المتطرفة. يتحدر حفتر من الشرق الليبي. من مواليد العام 1943 وخرج من الظل اثناء مشاركته في ثورة العام 2011 ضد نظام القذافي. شارك في الانقلاب الذي قاده القذافي العام 1969 قبل ان ينشق عنه اواخر ثمانينات القرن الماضي ويغادر الى الولاياتالمتحدة للاقامة هناك لينضم الى قيادات معارضة. وابان خدمته في قوات القذافي، ترأس حفتر في خضم الحرب الليبية التشادية (1978-1987) وحدة خاصة، لكنه وقع في الاسر مع مئات العسكريين الاخرين، ليتبرأ منه نظام القذافي وقتها، قبل ان ينقل الى الولاياتالمتحدة في عملية غامضة. وقدمت له واشنطن اللجوء السياسي، فنشط مع المعارضة في الخارج. بعد عشرين عاما في المنفى، عاد حفتر ليقود القوات البرية للجيش إبان ثورة 17 شباط/فبراير 2011. وبعدها، احاله المؤتمر الوطني العام، وهو البرلمان الاول بعد الثورة، على التقاعد مع عدد من الضباط الكبار. لكن برلمان طبرق أعاده الى الخدمة العسكرية مع 129 ضابطا متقاعدا آخرين مطلع كانون الثاني/يناير 2015 بعد نحو ستة اشهر من العملية. ويبدو ان حفتر يلقى دعما غير معلن من بلدان اخرى يقول معارضوه انها الامارات ومصر وصولا الى فرنسا واخيرا المملكة السعودية. واعلنت فرنسا في تموز/يوليو مقتل ثلاثة من جنودها في تحطم مروحية في ليبيا، حيث كانوا يشاركون في مهام في صفوف قواته. واعتبر رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج هذا الوجود "تدخلا غير مقبول". لكن حكومة السراج التي تدعمها ميليشيات في غرب ليبيا، لم تحصل على اعتراف السلطات في الشرق، وخصوصا المشير حفتر.