الرباط 11 مارس 2019/ قالت رئيسة المجلس الوطني الاتحادي في دولة الإمارات العربية المتحدة أمل القبيسي الاثنين بالرباط، إن التوقيع على مذكرة التفاهم والتعاون مع مجلس النواب المغربي يعد ترجمة صادقة لعمق العلاقات الإماراتية المغربية. وشددت القبيسي، في تصريح للصحافة على هامش التوقيع على مذكرة التفاهم، على أن الاتفاق الذي يعد الأول من نوعه الموقع مع برلمان عربي، يأتي تأكيدا على الأهمية البالغة التي تحظى بها المملكة ومجلس النواب المغربيان بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، منوهة في السياق ذاته بجهود البرلمان المغربي في دفاعه عن القضايا العربية والإسلامية، وترسيخه للعلاقات بين الشعوب. وفي هذا الإطار، اعتبرت أن العلاقات الإماراتية المغربية لها "خصوصية استثنائية لا تنحصر في الشراكة الاستراتيجية المتميزة بين البلدين، بل تمتد إلى العلاقات الأخوية الأسرية التي أسس لها الشيخ زايد والمغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراهما"، مؤكدة أن الأساس القوي لهذه العلاقات الأخوية الصادقة "ازداد عمقا ورسوخا، من خلال النهج الذي يسير عليه الملك محمد السادس وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد". وبعدما أبرزت القبيسي أن العلاقات الاستثنائية الإماراتية المغربية أضحت نموذجا للتعاون، ليس فقط على المستوى الرسمي بل على المستوى الشعبي، استعرضت العوامل المساهمة في تعزيز هذه العلاقات، والتي تهم على الخصوص الإرث المتبادل الذي أرساه الشيخ زايد والمغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراهما، والإرادة السياسية القوية الرامية إلى ترسيخ ودعم هذه العلاقات الأخوية، وأيضا العمل المؤسساتي المستدام والتنسيق المستمر إزاء كل القضايا الإقليمية والدولية. وفي السياق ذاته، أكدت المسؤولة الإماراتية أن الجانب البرلماني له أهميته البالغة في توطيد العلاقات الثنائية، داعية إلى مزيد من العمل المشترك في هذا الباب، عبر إحداث مجموعات الشراكة الإماراتية المغربية، وإعطائها زخما جديدا من أجل تطوير العلاقات بين البلدين، إن على الصعيد البرلماني، أو على كافة الأصعدة. وفي معرض إشادتها بدور المملكة الداعم لقضايا العالم العربي والإسلامي وسلوكها سبل التضامن في هذا المنحى، أكدت السيدة القبيسي أن الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية تتشاطران قيم التسامح والوسطية، كما تعملان على بثها وإشاعتها، منوهة في السياق ذاته بتوجه المملكة الداعم للسياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وفي دعم الحوار في ليبيا. كما جددت السيدة القبيسي بالمناسبة التأكيد باسم شعب الإمارات العربية المتحدة على مغربية الصحراء، وأحقية المملكة المغربية على أقاليمها الجنوبية. من جانبه، اعتبر رئيس مجلس النواب، السيد الحبيب المالكي، أن التوقيع على مذكرة التفاهم والتعاون بين المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات العربية المتحدة، يشكل حدثا من شأنه أن يفتح آفاقا جديدة للدبلوماسية البرلمانية المعضدة للدبلوماسية الرسمية، مشيرا إلى أن الاتفاقية الموقعة لأول مرة مع بلد عربي شقيق، ستعطي دفعة جديدة للعلاقات بين البلدين. وبعدما أعلن عن اتفاق مبدئي يرمي إلى تنظيم منتدى برلماني كل سنتين، وسيشكل مناسبة لمناقشة المواضيع ذات الاهتمام المشترك، نوه السيد المالكي برئاسة السيدة أمل القبيسي لمؤسسة تمثيلية، معتبرا الأمر "مؤشرا على إقبال العالم العربي على تحولات نوعية واعدة وهامة". كما أكد رئيس مجلس النواب أن زيارة الأخوة والعمل التي يقوم بها الوفد الإماراتي الذي يمثل مجموعة الصداقة العربية والإفريقية بالمجلس الوطني الاتحادي، "تعكس أهمية وحميمية العلاقات الإماراتية المغربية"، لافتا إلى أن الطابع الاستثنائي لهاته العلاقات يتجسد في تطابق وجهات النظر في عديد القضايا سواء تلك المتصلة بالعالم العربي أو بالعالم عموما. وبشأن استحضار التحديات التي يواجهها العالم والمتمثلة في الإرهاب والتطرف، دعا السيد المالكي إلى توفير كل الظروف لضمان الأمن والاستقرار بالعالم عموما وبالعالم العربي على وجه الخصوص، مجددا التأكيد على محورية مبدأي عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية وسيادتها التامة على أراضيها، ومعتبرا أي مساس بهذا المبدأ مؤثرا على تماسك العلاقات بينها. وبشأن قضية الوحدة الترابية للممملكة، ثمن السيد الحبيب المالكي الموقف الثابت للإمارات العربية المتحدة بشأن الصحراء المغربية، مؤكدا أن رسوخ هذا الموقف يؤشر على قوة العلاقات بين قيادتي وشعبي البلدين.