أصيب عشرة اشخاص على الاقل الجمعة في العاصمة الجزائرية في مواجهات بين شرطيين ومجموعات من الشبان، على هامش تظاهرات حاشدة مناهضة لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، بحسب مراسلي فرانس برس. وذكر المراسلون ان العديد من الجرحى اصيبوا في رؤوسهم جراء التصدي لهم بهراوات او رشقهم بحجارة من جانب عناصر الشرطة. وعمدت الشرطة الى اطلاق الغاز المسيل للدموع في شكل كثيف في محاولة لتفريق مجموعة من نحو مئتي متظاهر على بعد حوالى 1,5 كلم من القصر الرئاسي. ,واصل آلاف المتظاهرين الجزائريين زحفهم في الشوارع، احتجاجا على ترشح الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة للمرة الخامسة على التوالي. وردد المتظاهرون هتافات عديدة أبرزها "يا أويحيى شوف (انظر) للحضارة، والجزائر ماشي (ليست) سوريا" في إشارة إلى تصريحات رئيس الحكومة أحمد أويحيى التي أدلى بها تحت قبة البرلمان قائلا: "المسيرات في سوريا بدأت بالورد وانتهت بالدم". كما ردد المتظاهرون شعارات على غرار "جمهورية وليس مملكة. هذا الشعب لا يريد بوتفليقة والسعيد (شقيق الرئيس)"، بحسب صحيفة "تي.إس.إيه" الجزائرية. ومنعت السلطات محاولات المتظاهرين الوصول إلى محيط مقر الحكومة، وقصر المرادية الرئاسي، بعدما وضعت حواجز إسمنتية وشاحنات خراطيم المياه الساخنة، لمواجهة الاحتجاجات، كما أطلقت عليهم قنابل الغاز بكثافة. وبينما ذكرت صحيفة "الشروق" أن السلطات أوقفت حركة القطارات والترام والمترو، خشية انضمام المزيد من المتظاهرين من مختلف الولايات إلى العاصمة، ذكرت "الخبر" أن جموعا غفيرة —رجالا وركبانا- على دراجات نارية يتجهون للعاصمة الجزائرية. وبحسب تلفزيون النهار، شارك عدد من الشخصيات السياسية والفنية بالمسيرات، في مقدمتهم أيقونة الثورة التحريرية، جملية بوحيرد، ورئيس حزب العدالة والتنمية ورئيس حزب طلائع الحريات، والإعلامية صورية بوعمامة والممثل المعروف باسم صويلح، ورجل الأعمال يسعد ربراب. وذكرت صحيفة "الخبر" أن المرشح رشيد نكاز قفز من شرفة مكتبه بالقرب من البريد المركزي بالعاصمة للالتحاق بالمتظاهرين وسط أهازيح الحاضرين، غير أن قوات الأمن أوقفته فور قفزه من الشرفة. واستهجنت مديرة الحملة الانتخابية لرشيد نكاز، ما وصفته ب"قمع الشرطة للمتظاهرين، والاعتداء على المرشح الرئاسي المحتمل، لمجرد تعبيره عن دعمه لمسيرات الرفض الشعبي لتمديد حكم بوتفليقة". وقالت حملة نكاز إن "مرشحها تعرّض للاعتقال، خلال مشاركته المتظاهرين الرافضين لبوتفليقة... أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع ضد المحتجين الملتفين حوله لتفريقهم، قبل أن يتم اقتياده بالقوة إلى مكتبه". ووضع بوتفليقة الموجود في الحكم منذ عام 1999، حدا لأشهر طويلة من التكهنات مع إعلانه في 10 فبراير قراره السعي لولاية خامسة. وأثار القرار موجة احتجاجات لم تشهد مثلها الجزائر منذ سنوات، لا سيما بالنسبة إلى انتشارها وشعاراتها التي تستهدف مباشرة الرئيس ومحيطه. وأعيد انتخاب بوتفليقة منذ عام 1999 بشكل متواصل، لكن الأخير لم يعد يظهر إلى العلن إلا نادرا منذ أن تعرض لجلطة دماغية عام 2013.