تحت شعار "بوتفليقة ديالنا"، عَبّدَ حزب جبهة التحرير الوطني، طريق الاستمرارية لصالح الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، الذي يُرتقب أن يعلن عن قراره النهائي بشأن رئاسيات 18 أبريل 2019، في رسالة يُوجهها للشعب الجزائري في قادم الأيام. ونقلت صحف جزائرية أمس، المهرجان الشعبي ضخم الذي نظمه حزب جبهة التحرير الوطني لدعم الرئيس بوتفليقة في رئاسيات 18 أبريل المقبل، حيث كان كل شيئ حاضر، إلا العريس طبعا. لكن غياب بوتفليقة، عوضته العشرات من الصور الكبيرة التي تم تعليقها بكل ركن من المسرح، والتي تم اختيارها بعناية لتعبر عن رجل في صحة جيدة، حيث لم يتم نشر ولا صورة واحدة، تعكس حقيقة الوضع الصحي للرئيس الشبح. وقالت وسائل إعلام محلية أن التنظيم كان سيئًا جدًا بشهادة الجميع، بدليل أن إنطلاق التجمع الشعبي تأخر بساعتين كاملتين عن الموعد المحدد سلفًا، السبب عدم تحكم المنظمين في الأعداد الكبيرة للمشاركين (15 ألف تقريبًا) وكالعادة كان رجال الإعلام هم الضحية الأولى حيث لم يُخصص لهم مكان لتغطية الحدث، وهو ما جعلهم يدخلون في عراك مستمر مع بعض المناضلين الذين يجهل عدد كبير منهم "مهنة المتاعب"، فيما تعرضت الصحافيات إلى تحرش بعض الحاضريين. كما لوحظ أن الشخصيات التي ظلت تتوافد على المنصة الشرفية واحدة تلوى الآخرى محاطة بعدد كبير من أعوان الحراسة والأمن لمنع أي شخص من التقدم منها. في الجهة اليسرى جلس على التوالي كل من مدير البروتوكول في رئاسة الجمهورية مختار رقيق، بجنب مدير الحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة، ورئيس وزرائه سابقًا عبد المالك سلال، بالإضافة إلى رئيس بلدية الجزائر الوسطى عبد الحكيم بطاش، ووزير الصحة الأسبق، سعيد بركات والاتحاد العام للفلاحين الجزائريين، محمد عليوي الذي كان بجنبه الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء الطيب الهواري، والأمين العام لرئاسة الجمهورية حبة العقبي ورئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق العربي ولد خليفة وعبد الرحمان بلعياط رئيس ومنسق القيادة الموحدة سابقا، وكذا وزير الشباب سابقًا عبد القادر خمري. وعلى مدار نصف ساعة من الزمن، ظّل بوشارب يُرافع لضرورة خيار استمرارية بوتفليقة في الحكم لمواصلة الإنجازات ومسيرة البناء الوطني من أجل أن تبقى الجزائر قوية، قبل أن ينتقل إلى بيت القصيد. حيث أعلن أن جبهة التحرير الوطني رشحت «المجاهد عبد العزيز بوتفليقة» للانتخابات الرئاسية القادمة تقديرًا لحكمة خياراته وتثمينًا للإنجازات الكبيرة تحت قيادته"، يقُول بوشارب. ودون أن يأبه رئيس المجلس الشعبي الوطني بالأصوات المعارضة لمسعى "العهدة الخامسة" بسبب الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة ،تابع بوشارب مخاطبًا الحشود الحاضرة في القاعة البيضاوية "هذا مطلبكم وقراركم الصائب والحكيم بكل حرية وسيادة ومن أجل مصلحة الجزائر (..) ندعوكم من الآن للاستعداد لخوض الحملة الانتخابية القوية لصالح مرشحنا ستكونون على موعد مع التاريخ بكل سيادة ومن خلال عرس ديمقراطي". ورغم إعلان ترشحيه من قبل حزبه جبهة التحرير الوطني وأحزاب التحالف الرئاسي الداعمة له، يلتزم عبد العزيز بوتفليقة الذي يحكم البلاد منذ 1999، الصمت حيال ترشحه لعهدة خامسة، بينما جرت العادة أن يفصح بوتفليقة عن موقفه في آخر لحظة من المهلة القانونية لإيداع ملفات الترشح، التي تنتهي في 3 مارس القادم.. فماذا سيقرر الرئيس ياترى؟.