يبدو أن المهرجان الدولي للناظور، قد كشف عن عمق الخلاف المغربي الهولندي، وأبان عن وجود أزمة حقيقية بين الرباط وامستردام. ففي قرار جديد، راسلت سفارة هولندا منظمي المهرجان للمطالبة باسترداد الدعم الذي سبق أن قدم للمهرجان، إثر اختيار هولندا كضيف شرف للمهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة، المنعقد حااليا في مدينة الناظور. وجاء قرار هولندا للمطالبة باستراد دع بحوالي 44 مليون سنتيم، بعد أن قررت ادارة المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة، سحب ضيفة شرف الدورة السابعة للمهرجان من هولاندا. وعزا عبد السلام بوطيب مدير المهرجان هذا القرار ، للعلاقة المتوترة والمستجدات الطارئة مؤخرا بين المغرب و دولة هولاندا. وأوضح بوطيب على ان المغرب لن يقبل ان تعطى له الدروس من اي كان خاصة اذا تعلق الامر بما هو داخلي وسيادي، والمغرب راكم تجربة كبيرة في طي صفحة الماضي من خلال هيئة الانصاف والمصالحة التي اعتبرت تجربة رائدة في العالم وترتب عن قرار سحب ضيف الشرف لهذه السنة، الغاء التقليد الذي دأب عليه المهرجان المتمثل في توجيه الدعوة لسفير الدولة ضيف الشرف، لالقاء كلمة خلال افتتاح المهرجان. وفي المقابل حضر مغاربة هولاندا بكثافة من فنانين ومثقفين، كحضور محمد ابوطالب عمدة مدينة روتردام بصفته الشخصية، ونجيب امهالي الكوميدي المغربي الدائع الصيت بهولاندا، والممثل المغربي ناصر الدشار اللذان تم تكريمها خلال جلسة الافتتاح وعدد من الممثلين المغاربة. وتميز حفل الافتتاح لهذه الدورة بمنح جائزة "الذاكرة من اجل الديمقراطية والسلم" لكل من كريمة البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي، عائشة الخطابي الني تعذر عليها الحضور وتسلم مكانها الجائزة الوزير السابق عبد السلام الصديقي، وخوسي رودريغيس سباثيرو الرئيس الأسبق للحكومة الاسبانية الذي حل بالناظور و سلمه الجائزة عبد السلام بوطيب رئيس المهرجان.