فاجأ وزير المواصلات النرويجي كيتيل سولفيك أولسن زملاءه في الحكومة ومواطنيه بإعلان استقالته من منصبه لإعطاء الأولوية لمسيرة زوجته المهنية حيث تعمل الأخيرة كطبيبة وستعمل مدة سنة في مستشفى للأطفال بالولايات المتحدة. وقد لقيت مبادرة الوزير المستقيل استحسان الكثيرين في هذا البلد الذي يولي اهتماما شديدا بمبدأ المساواة بين الجنسين. وقد صرح أولسن الذي هو عضو بحزب التقدم اليميني والمناهض للمهاجرين بقوله "لقد كان أمرا رائعا أن أتقلد منصب وزير المواصلات والاتصالات وقد يمكن أن أستمر في مشواري هذا طول عمري لكنني وصلت إلى مفترق طرق في حياتي حيث أتى الدور على زوجتي أن تسعى لتحقيق حلمها. كان هذا اتفاقا بيننا توصلنا إليها قبل عدة سنوات". وقد حيّت مواقع التواصل الاجتماعي ما فعله الوزير بأنه جدير بالاحترام ومثل رائع. وإذا كانت مبادرة أولسن تبدو شيئا نادر الحدوث في العالم، فقد كادت أن تمر مرور الكرام في بلد مثل النرويج التي تأتي في المرتبة الثانية عالميا بعد آيسلندا بحسب آخر تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي حول المساواة بين الرجال والنساء. وبما أن أول الغيث القطرة، فقد أفادت وسائل إعلام نرويجية بأن وزير النفط والطاقة في هذا البلد وهو تري سوفيكنس يستعد أيضا للتخلي عن منصبه للتفرغ لنشاطات سياسية على المستوى المحلي. وقد أعلنت الحكومة النرويجية في هذا الصدد عن تعديل وزاري الجمعة دون أن توضح ماهية هذا التعديل. ويشارك حزب التقدم الذي ينتمي له الوزير أولسن منذ سنة 2013 في تحالف تكومي يضم كلا من حزب المحافظين بزعامة رئيسة الوزراء إيرنا سولبرغ والحزب الليبيرالي. وهذه الأحزاب جميعها تقودها نساء.