كانت الجمهورية الإسلامية الموريتانية صبيحة العاشر من يوليوز 1978،على موعد مع أول انقلاب عسكري في تاريخها حين تمكنت مجموعة من كبار ضباط الجيش بقيادة العقيد مصطفى ولد محمد السالك من إذاعة ''البيان رقم واحد'' مطيحة بنظام الرئيس المختار ولد داداه أول من انتخب رئيسا لموريتانيا عقب استقلالها في 28 نونبر 1960 . وسميت المجموعة الانقلابية تلك ب''اللجنة العسكرية للإنقاذ الوطني''، وحورت التسمية فيما بعد جزئياً ل''الخلاص الوطني''، لكن التلاحم بين أعضاء المجموعة الانقلابية لم يدم طويلا، إذ سرعان ما دبَّ الصراع أعضاء ''لجنة الخلاص''. فدبر المقدم أحمد ولد بوسيف انقلاباً آخر على ولد السالك أصبحت بمقتضاه رئاسته بروتوكولية فقط، في حين تولى بوسيف رئاسة الحكومة -والرئاسة الفعلية- عدة أشهر قبل أن تسقط به طائرة قبالة السواحل السنغالية، حيث كان مقرراً أن يشارك في اجتماع إقليمي هناك. وتزامناً مع تردد اتهامات حول ضلوع أطراف من داخل لجنة الإنقاذ العسكرية في حادث سقوط طائرة بوسيف، أعلن العقيد مصطفى ولد السالك تنحِّيه حيث عُين العقيد محمد محمود ولد أحمد لولي رئيساً بروتوكولياً، في حين أصبح المقدم محمد خونا ولد هيدالة رئيساً للحكومة -ورئيساً فعلياً كذلك- ليتنحَّى ولد لولي بعد قرابة سنة، ويخلو الجو لولد هيدالة مع نهاية 1980 . أحكم العقيد ولد هيدالة على مفاصل الدولة بقبضة بحديدية، غير آبه باعتراضات التنظيمات السياسية، متجهاً بسرعة لإنتاج نظام سياسي يبني عليه شرعية جديدة ومن ثم تهميش زملائه في انقلاب1978. حينها ظهر جهاز سياسي شبيه بالحزب الحاكم سمي ب''هياكل تهذيب الجماهير''. وتم تنفيذ حكم الإعدام في اثنين من كبار أعضاء لجنة الإنقاذ السابقة هما العقيد محمد ولد عبدالقادر، والعقيد أحمد سالم ولد سيدي، مع ضباط آخرين، إثر فشل محاولة انقلابية دامية قاداها في 16 مارس1981 حين تسللا من الخارج بمفرزة مسلحة. وقد لعب العقيد معاوية ولد سيدي احمد الطايع دوراً في إفشال انقلاب 16 مارس لأن الرئيس هيدالة كان خارج العاصمة. فكوفئ ولد الطايع بتعيينه رئيساً للوزراء وقائداً للأركان، قبل أن تسوء علاقاته مع هيدالة بعد ذلك بسنتين، فرده قائداً للأركان فقط، وسحب منه حقيبة الوزارة الأولى. و تبدأ بذلك الشقة في الاتساع هيدالة و ولد الطايع. وصادف تذمر هذا الأخير امتعاضاً في باريس أيضاً من هيدالة، وفي 12 دجنبر1984 كان هيدالة جالساً على مقعد موريتانيا في القمة الفرانكوفونية بالعاصمة البوروندية، حين نبهه أحد أعضاء وفده إلى أنه لم يعد يمثل موريتانيا، بعدما أعلنت الإذاعة الوطنية ''البيان رقم واحد'' بعزله... أما قائد الانقلاب فلم يكن غير "الكولونيل" معاوية ولد سيدي احمد الطايع...
هؤلاء ازدادوا في مثل هذا اليوم: 1871 - مارسيل بروست: روائي فرنسي 1925 - مهاتير محمد: رئيس وزراء ماليزيا هؤلاء رحلوا في مثل هذا اليوم : 1226 - الظاهر بأمر الله: خليفة عباسي