باهتمام بالغ وبحنو أبوي لمن يخاف على فلذات الكبد من هبات الريح، يحنو الدكتور »عبد الوهاب سيبويه» على وثائق ومستندات الذاكرة القضائية، التي تؤرخ للإرتباط الوثيق والصلات المتجذرة بين المغرب وصحرائه من خلال المؤسسة القضائية. فقبل حوالي أسبوع كان ضيوف المؤتمر الدولي للعدالة بمراكش والمشاركين فيه على موعد مع معرض متحف الذاكرة القضائية. معرض تم فتحه أمام المؤتمرين تخليدا للذكرى الأولى للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، بقصر المؤتمرات بمراكش، عندا أشرف الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية مصطفى فارس، على تنظيم هذا المتحف الذي يؤرخ للذاكرة القضائية. المعرض كان فرصة اطلع من خلالهاضيوف المغرب الكبار من سياسيين وقضاة وحقوقيين ومهنيين على مجموعة من الشهادات والوثائق والمخطوطات التي تؤكد على «عراقة المغرب وأصالته»، وتؤكد بالخصوص «على وحدة المملكة من خلال قضائها». وثائق وحجج قانونية وقضائية تاريخية ما فتئ المستشار الدكتور عبد الوهاب سيبويه على وصفها بالحجج «الدامغة التي تجسد ارتباط جنوب المغرب بشماله ووسطه» في توليفة قانونية وقضائية موحدة. وثائق للبيعة وأحكام قضائية صادرة بالصحراء جنوب المغرب لها مئات السنين تؤكد على عمق العلاقة والعناية التي أولاها السلاطين والملوك المغاربة بأسرة القضاء. المعرض كان منتسبة تم فتحها أمان المؤتمرين، بعد أن عقد الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية «مصطفى فارس»، لقاءات وجلسات مع مختلف الوفود الدولية المشاركة بالذكرى الأولى لتأسيس المجلس الأعلى للسلطة القضائية، حيث قدم لهم شروحات وإيضاحات حول مؤلف «وحدة المملكة من خلال القضاء»، الذي أصدرته محكمة النقض وتمت ترجمته إلى اللغات الانجليزية والفرنسية والاسبانية. ويعد هذا الإصدار ثمرة للندوة الدولية الكبرى التي سبق أن نظمتها محكمة النقض وساهم في إنجازها وتأطيرها عدد من الدبلوماسيين والمفكرين وأعلام التاريخ والفقه والقانون الذين أبرزوا بالحجة والبرهان كل المؤشرات والشهادات على وحدة المملكة وعدالة قضية الصحراء المغربية. ويعتبر عبد الوهاب سيبويه، صاحب أكبر خزانة للمخطوطات والوثائق، وهو باحث وصاحب أكبر خزانة للمخطوطات والوثائق، ولديه مركز للإعلام وحفظ ذاكرة الصحراء المغربية، يشتغل في هذا المجال منذ سنة 1984، فهو من أسرة عريقة امتهنت العلم والقضاء على مدى أجيال، من أول مخطوطة لجده الحادي عشر إلى الآن. كما يرأس سيبويه جمعية للمخطوطات وحفظ الذاكرة للصحراء المغربية. تتحدر أسرته من المناطق الجنوبية، من بوجدور، الداخلة، العيون، وإسمه العائلي سيبويه، هو إسم الأجداد الذين كانوا لغويين ويشرحون مثون النحو، وبالضبط متن «لامية الأفعال».