أعلن معرض أبوظبي الدولي للكتاب أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان سيكون هو "الشخصية المحورية" للدورة الثامنة والعشرين من المعرض التي تنطلق خلال شهر أبريل المقبل. ويأتي هذا الاختيار تزامنا مع احتفال دولة الإمارات العربية المتحدة بعام 2018 "عام زايد" بمناسبة الذكرى المئوية لميلاده. وقال سيف غباش مدير عام دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي إن الشيخ زايد "يعد رجل الثقافة الأول، فقد شكلت قضايا الثقافة وبناء مجتمع المعرفة محورا أساسيا مهمّا من محاور اهتمامه لتحقيق التوازن بين ممارسات أبناء مجتمع الإمارات وسلوكياتهم، وضرورة الحفاظ على العادات والتقاليد بالتزامن مع بناء مستقبل باهر ومنفتح على الثقافات الأخرى". وكان الشيخ زايد (1918-2004) أسس معرض أبوظبي للكتاب في 1981 تحت اسم "معرض الكتاب الإسلامي"، ثم ما لبث أن تحوّل إلى معرض أبوظبي الدولي للكتاب عام 1986، وأقيمت أولى دوراته في مؤسسة قصر الحصن الثقافي قبل أن يصبح حدثا ثقافيا سنويا بدءا من 1993 ونُقل إلى مركز أبوظبي الوطني للمعارض ليواصل مسيرته حتى بات أبرز المعارض على المستوى العربي والعالمي. وتقام الدورة الثامنة والعشرون للمعرض في الفترة من 25 أبريل إلى الأول من مايو المقبلين. وقد اختيرت بولندا "ضيف شرف" دورة هذا العام. استضافة بولندا هذا العام تمثل فرصة لاستكشاف الثقافة البولندية، التي تسعى من خلال مشاركتها في المعرض إلى تقديم الأدب البولندي العريق والذي يعود تاريخه إلى 1000 سنة. وتعكس العديد من الأعمال التي أبدعها الأدباء البولنديون على مر القرون مراحل الازدهار والتراجع في تاريخ بولندا، بالإضافة إلى استعراض أحدث الاتجاهات في الأدب البولندي الذي يمتلك قاعدة كبيرة من القراء في الداخل والخارج، ومعظمهم في أوروبا، حيث سيعمل الجناح البولندي أيضاً على إبراز تاريخ المسلمين في بولندا، والذي يعود إلى القرن السادس عشر. وقد أسهم المسلمون كثيراً في تراث بولندا الأدبي، حيث تعود أصول أحد الأدباء البولنديين الحائزين على جائزة نوبل إلى المسلمين. وتفاصيل كثيرة يجهلها القارئ العربي عن هذه الثقافة الهامة في مسار الثقافات العالمية، لذا يحاول المعرض الإضاءة على جوانب مختلفة منها، تأكيدا على أهمية الاطلاع على ثقافات العالم في اختلافاتها وتقاطعاتها. ويمنح معرض أبوظبي الدولي للكتاب جمهور المعرض الفرصة لتسليط الضوء على الأعمال الكلاسيكية الخالدة في الأدب البولندي خلال القرن التاسع عشر، والإنجازات الحديثة التي حققها الأدباء البولنديون خاصة الحاصلين منهم على جائزة نوبل، فيجد القارئ عناوين من الأدب الملحمي لهنريك سينكيفيتش، وأشعار تشيسلاف ميلوش، إلى نهج فيسوافا شيمبورسكا الأكثر حداثة، كما يقدم عناوين مائزة في أدب الطفل حيث تتمتع بولندا كذلك بتقاليد راسخة في أدب الأطفال. ويقدم المعرض هذا العام مجموعة من الفقرات الثقافية علاوة على العناوين المختلفة في شتى المجالات، حيث يشهد في البداية الإعلان عن اسم الفائز بجائزة البوكر العربية، كما يقدم جلسات حوارية وثقافية وأدبية بحضور عدد من الكتاب العرب والعالميين. وتشتمل قائمة ضيوف المعرض في دورته ال28 على غرار دوراته السابقة على روائيين بارزين وشعراء وكتاب ورواد اجتماعيين، قدموا من الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا وشمال أفريقيا وأميركا الشمالية، ما يعكس الطابع العالمي لمعرض أبوظبي. ويوفر المعرض كذلك منصة للناشرين العرب والدوليين، والجهات الأدبية، والمكتبات والموزعين والمنظمات الثقافية لمناقشة المبادرات وحقوق النشر التجارية الجديدة. ويتضمن هذا الحدث كذلك ندوات حول اتجاهات القطاع الجديدة والنشر الرقمي، وأدب الأطفال والترجمات كجزء من جدول أعمال متميز يهدف إلى تشجيع حب القراءة والموضوعات الأدبية. كما يقدم المعرض مجموعة من حلقات النقاش الموجهة التي تجمع العارضين والزوار التجاريين، وتطرح الحلقات، التي تديرها نخبة من الناشرين والمختصين، موضوعات عملية ذات صلة مباشرة بصناعة النشر.