باريس, 7-3-2018 - أقام المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا مساء الاربعاء في باريس عشاءه السنوي الذي يحضره مسؤولون سياسيون عديدون ودعي اليه الرئيس ايمانويل ماكرون الذي يتوقع ان يواجه انتقادات بشأن استمرار اشكال معاداة السامية بشكل "يومي" او ازدهارها على الانترنت. وكان هذا العشاء الثالث والثلاثون للمجلس، الاول الذي يحضره ماكرون كرئيس بعد مشاركته العام الماضي كمرشح لانتخابات الرئاسة. وارادت هذه الهيئة التمثيلية السياسية لليهود في فرنسا ان يكون الحدث كبيرا بنقلها مكان اللقاء الى قاعة "كاروسيل" تحت هرم متحف اللوفر الاوسع والافخم من اي فندق. وقال رئيس المجلس التمثيلي فرنسيس كاليفا لوكالة فرانس برس "انها مبادرة حيال رئيس الجمهورية". فامام هرم اللوفر القى ماكرون خطابه الرئاسي الاول. وقد دعي اكثر من 800 شخص الى المشاركة في هذا العشاء الذي تحول الى حدث لا مثيل له في الحياة العامة الفرنسية بسبب قدرته على جذب المسؤولين السياسيين من وزراء وبرلمانيين، وكذلك سفراء ورجال دين ورؤساء شركات ومسؤولين نقابيين وشخصيات من وسائل الاعلام. وقال فرنسيس كاليفا "انه عشاء جمهوري يشكل فرصة لتبادل آراء صريح ومباشر مع سلطات بلدنا"، معبرا عن اعتزازه بقدرته على جمع "الساحة السياسية باكملها باستثناء متطرفيها" فيه. ومن جديد لن يحضر اي ممثل لحزب الجبهة الوطنية او فرنسا المتمردة هذا العشاء. ومع ان عدد الوقائع المعادية للسامية تراجع مجددا في 2017، يتوقع ان يشكل المستوى المقلق للكراهية لليهود محور الامسية. فهذا التراجع الشامل يخفي زيادة في عدد اعمال العنف. فاكبر اقلية يهودية في اوروبا (نصف مليون شخص) تتعرض لهجمات باستمرار اذ انها كانت هدفا لثلث اعمال الكراهية التي احصيت في فرنسا مع انها لا تمثل اكثر من 1 بالمئة من السكان. يشعر المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا بالقلق من انتشار "معاداة السامية الاسلامية" في الاحياء الشعبية. وينوي فرنسيس كاليفا لفت نظر رئيس الدولة الى هذه "اللاسامية اليومية" التي "تجعل عبر افعال صغيرة تتزايد، الحياة مستحيلة لمن يعيشون في احياء صعبة وتجبرهم على اختيار منفى داخلي". وظاهرة الانتقال هذه معروفة في منطقة ايل دو فرانس حيث غادرت عائلات يهودية شرق باريس للاقامة في احياء اكثر امانا. وقال كاليفا ان "القضاة ما زالوا غير قادرين على الاعتراف بهذا الجنوح المعادي للسامية". وآخر مثال على ذلك اعتداء اربعة شبان على شاب يهودي عند مدخل كنيس في مونماني (منطقة فال دواز) لم يعترف القاضي عند اصدار حكمه بمعاداة اللاسامية كظروف تشديدية فيه. وتشعر السلطات اليهودية ايضا بالقلق من الكراهية على الانترنت. وقال فرنسيس كاليفا آسفا ان "جزءا كبيرا من معاداة السامية التي تم تداولها على الانترنت لم تؤخذ في الاعتبار في الارقام". ومن هنا جاءت فكرته اقامة مرصد للكراهية على الانترنت سيهتم بمعاداة السامية على الشبكة قبل ان يوسع اهدافه لتشمل العنصرية ومعاداة المسلمين و"كل الذين يكرهون فرنسا". وتعمل الحكومة الفرنسية من جهتها على خطة ثلاثية ثانية لمكافحة العنصرية ومعاداة السامية للاعوام 2018-2020، سيخصص جزء كبير منها للكراهية على شبكات التواصل الاجتماعي. وطرحت على العشاء اخيرا "قضية سيلين" بعدما اعلن الناشر انطوان غاليمار انه "لن يتخلى" عن اعادة نشر المؤلفات المعادية للسامية لهذا الكاتب. وقال فرنسيس كاليفا "ليس هناك اي مصلحة باستثناء بث مزيد من الكراهية المعادية للسامية لاعادة نشر هذه الكتيبات". وسيوزع المجلس خلال العشاء دراسة نقدية للكاتب خلال العشاء. ويرى كاليفا انه لا يكفي مكافحة معاداة السامية في الاحياء الشعبية "التي نراها بسهولة اكبر لانها انشط". وقال انه يجب "التزام اليقظة حيال هذه المعاداة للسامية التي تعود الى الثلاثينات وتبقى في الظل مستعدة للظهور في اول فرصة".