خلف الاعتداء الذي تعرض له عنصرين من عناصر الامن بفاس استياء كبيرا وسط ساكنة المدينة، حيث عجت مواقع التواصل الإجتماعي بتعليقات همت شرائح واسعة من ساكنة فاس، عبر من خلالها عن تضامنها المطلق مع الشرطيين، وتدين هذا الاعتداء الوحشي الذي ذهب ضحيته شرطيين وهما بصدد القيام بعملهما في تدخل أمني لتوقيف عشرة أشخاص يشتبه في تورطهم في ارتكاب أفعال جنائية يوم الخميس الماضي . ومساء يوم الجمعة نقل ناشطون تضامنهم من مواقع التواصل الاجتماعي عبر الفضاء الأزرق إلى تنظيم وقفة تضامنية فعلية على الواقع مع رجال الأمن ، حيث انتظمت مساء الجمعة ابتداء من الساعة الرابعة بعد الزوال فعاليات من المجتمع المدني والعديد من المواطنين في وقفة تضامنية أمام مقر ولاية الأمن بفاس عبروا من خلالها عبر لافتات عن تضمانهم اللامشروط مع كل رجال الأمن بالمدينة . وفي هذا السياق أوضح عبد الإله السعيد والي أمن مدينة فاس أن "هذه المبادرة تعكس الثقة المتبادلة بين المجتمع المدني والمؤسسة الأمنية، لأن المؤسسة الأمنية تعتمد مفهوم الأمن الجديد، القائم على الشفافية والوضوح والانفتاح على محيطها، وهو ما يحقق لنا مفهوم الأمن المشترك". وأكد المسؤول الأمني ذاته على أن المؤسسة الأمنية حريصة كل الحرص على حماية موظفيها و عناصرها وهو ما ترجمه السيد المدير العام للأمن الوطني الذي " أعطى تعليماته بتقديم الدعم والمواكبة والعناية الصحية، إلى جانب الدعم النفسي والمعنوي للشرطين المصابين"... وخلفت هذه الوقفة استحسانا لدى كل الساكنة التي ما فتئت تنوه بالمجهودات التي تقوم بها العناصر الأمنية للسهر على استتباب الأمن وحماية المواطنين من بطش المجرمين . وحري بالذكر ان المدير العام للأمن الوطني وعلى إثر الاعتداء الذي تعرضا له الشرطيين يوم الخميس فاتح مارس خلال تدخل أمني، قرر منح ترقية استثنائية لهما، حيث تقرر ترقية حارس الأمن المصاب إلى رتبة مقدم شرطة، فيما تمت ترقية زميله مفتش الشرطة الممتاز إلى رتبة ضابط شرطة،. فضلا عن صرف مكافأة مالية لكل منهما، فضلا عن التكفل الشامل بجميع نفقات الاستشفاء والرعاية الطبية الكاملة. وكانت عناصر الشرطة بولاية أمن فاس، أوقفت يوم الخميس فاتح مارس عشرة أشخاص من ذوي السوابق القضائية، من بينهم فتاة قاصر، وذلك للاشتباه في تورطهم في قضية تتعلق بالسرقة والضرب والجرح في حق موظفين عموميين أثناء مزاولتهم لمهامهم مع إحداث عاهة مستديمة. أوضح بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن فرقة الأبحاث والتدخلات التابعة لولاية أمن فاس كانت قد تدخلت لتوقيف شخصين يشتبه في تورطهما في السرقة وتبادل للضرب والجرح، قبل أن يعمد أفراد عائلتهما إلى تعريض الشرطيين لاعتداء خطير بواسطة غاز مسيل للدموع، وباستخدام أسلحة بيضاء ، مما تسبب في إصابة حارس أمن بجرح بليغ فقد على إثره عينه اليسرى بشكل نهائي، في حين أصيب مفتش شرطة ممتاز بجروح بليغة، من بينها بتر أحد أصابعه. وأضافت المديرية العامة أن الأبحاث والتدخلات التي باشرتها مختلف المصالح الامنية بمدينة فاس أسفرت عن توقيف جميع المتورطين في ارتكاب هذا الاعتداء، كما تم حجز ثلاثة أسلحة بيضاء استعملت في الاعتداء على الشرطيين، وكذا سيارتين تم استخدامهما في الفرار من مكان الجريمة. وأشار البلاغ إلى أنه تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهم تحت تدبير الحراسة النظرية، بينما أخضعت القاصر للوضع تحت المراقبة، وذلك رهن إشارة البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة