كان يوماً عادياً بالنسبة للسيدة مونيكا جفري، إذ كانت مستلقية في الفراش وتتحدث في هاتفها، ثم حدث أمرٌ يتكرر مع الجميع ملايين المرات.. عطسةٌ قوية. سببت الهزة الناجمة عن العطسة في رفع رأسها وتحرك رقبتها بصورة حادة ومفاجئة، ما نتج عنه إصابة فقرات الرقبة الأولى والثانية، ليسقط ذقن المرأة على كتفها. ولم تستطع مونيكا التي كانت تجلس وحيدة في المنزل مع طفلها حديث الولادة، أن تحرك رأسها، لتتصل بزوجها وتحدثه عن طريق مكبر الصوت، ليأتي برفقة المسعفين. لينتهي الأمر بطوق حول رقبة مونيكا توجّب وضعه لمدة 14 أسبوعاً، وبالفعل تعافت مونيكا بعد مرور هذه الفترة، باستثناء بعض الآلام التي كانت توخزها من حين لآخر. لكن الأعجب من ذلك، هو أنه بعد 6 سنوات من هذا الحادث الغريب، تكرر الأمر مرة أخرى منذ نحو ثلاثة أسابيع، إذ تقول جفري لبوابة الأخبار الأسترالية: "كنت في العمل حينما شعرت ببعض التصلب في رقبتي". وتابعت: "لم يكن أمراً مفزعاً.. فقط القليل من الألم، حتى أنني كنت أمزح مع زملائي في العمل الذين كانوا يطلقون الدعابات حول إصابتي السابقة، لكن فجأة ارتمت رأسي إلى الوراء.. وتكررت المعاناة من جديد". وتابعت في حديثها الذي نقلته النسخة الأسترالية لموقع "هاف بوست": "بصعوبة استطعت لفت نظر زملائي في الغرفة المجاورة كي يقوم أحدهم بطلب المساعدة". وأضافت: "هذه المرة لم تكن بخطورة المرة السابقة، لكني شعرت بنفس الألم وسقط ذقني على كتفي مرة أخرى". الآن، على مونيكا وضع الجبيرة لمدة 6 أسابيع، وبعدها عليها أن تخضع لبرنامج علاجي لمدة أشهر، وعن ذلك قالت مونيكا: "هذه التجربة أشد صعوبة من الولادة". وأضافت: "قد أحتاج كذلك إلى العلاج الطبيعي لتقوية عضلات الرقبة، ومازال الأطباء يدرسون احتمال إجراء عملية جراحية لدعم الفقرات التي تضررت فيما سبق". من جانبها، قامت شقيقة مونيكا بتدشين صفحة لجمع التبرعات لتغطية التكاليف الباهظة للعلاج والتي كانت تفوق قدرة أفراد الأسرة. وبفضل قيام 91 شخصاً بالتضامن مع المرأة، بلغت التبرعات خلال 22 يوماً، نحو 8000 دولار. اللافت في الأمر، أن عنوان حملة التبرعات كان غريباً؛ فقد اختارت شقيقة مونيكا هذه العبارة "أوبس، لقد فعلتها ثانيةً".