بفضل بنياتها التحتية وموقعها المتميز، أضحت مدينة الداخلة عاصمة للرياضات الدولية والوطنية، حتى باتت التظاهرات التي تقام بها موعدا هاما وقارا للرياضيين العالميين . وتعد مدينة الداخلة وجهة للمنافسات الدولية والوطنية ومحطة بارزة ضمن المواعيد الرياضية الكبرى، اعتبارا لنوعية ومكانة الرياضيين المرموقين المشاركين في المسابقات الرياضية التي تحتضنها وكذا للمستوى الرفيع والتنظيم المحكم ولتوفرها على الظروف الملائمة من حيث المناخ وسلامة المشاركين. وشهدت المدينة خلال السنة التي نودعها عدة تظاهرات رياضية دولية من أبرزها النسخة الثانية لترياثلون الداخلة الدولي (الثاني من الشهر الجاري)، إحدى محطات كأس إفريقيا (فئة الصفوة)، التي نظمتها الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. واستقطبت النسخة الثانية من ترياثلون الداخلة الدولي، ممارسين من 18 بلدا، وهي جنوب إفريقيا وإسبانيا وبلجيكا وسلوفينيا وجزيرة موريس والبرتغال وهولندا والبرازيل وبريطانيا وإيطاليا والفلبين وسلوفاكيا والأردن وجمهورية التشيك وألمانيا وتركيا ولكسمبورغ والمغرب . وعاد لقب الدورة الثانية لترياثلون الداخلة، كما كان متوقعا، إلى الجنوب إفريقية جيليان ساندرز، حاملة اللقب الإفريقي في دورة الحمامات (تونس) في شهر ماي الماضي، والمصنفة أولى في الدورة، وصاحبة المركز ال29 في بطولة العالم الأخيرة بروتردام، والحائزة على 18 ميدالية في مختلف المسابقات، كما توجه غريغور باييت، (جنسية ألمانية)، و الذي خاض المسابقة تحت لواء الاتحاد الدولي للترياثلون، في انتظار استيفاء الشروط التي تسمح له بالمشاركة مستقبلا باسم اللكسمبورغ، بلقب المسابقة مع العلم أنه مصنف رقم 12 في الدورة. وشهدت النقطة الكيلومترية 28 (بي كا 28) بالداخلة، خلال الفترة الممتدة من 29 نونبر الماضي إلى غاية الثالث من الشهر الجاري، تنظيم النسخة الثالثة من منافسات السباحة في المياه المفتوحة " موروكو سويم تريك صحارا " التي نظمتها "أوبن ووتر إيفانت" بشراكة مع الجامعة الملكية المغربية للسباحة. وشارك في هذه التظاهرة الرياضية، التي تعد تحديا بالنسبة للسباحات والسباحين الذين راكموا تجربة مهمة في هذا الصنف الرياضي، نظرا لمكان مضمار المنافسة المتواجد بمجالات بحرية تكثر فيها التيارات البحرية وتغيرات الطقس، 150 متسابقا من 17 بلدا. واكتست هذه التظاهرة الرياضية البحرية، فضلا عن طابعها الرياضي، أبعادا ثقافية وسياحية، كما تعد فرصة لتعريف السباحين الدوليين بعادات وتقاليد المنطقة، وفرصة لاختبار قدرات السباحات والسباحين على قطع مسافات متوسطة وطويلة. وبكرنيش الداخلة نظمت الجامعة الملكية المغربية للكانوي كياك، من 16 إلى 19 نونبر الماضي، الأبواب المفتوحة للرياضة البحرية الاولمبية الكانوي كياك، من أجل التعريف بهذه الرياضة البحرية الحديثة بجميع المدن المغربية ومن بينها الداخلة التي تنعم بخليجها الهادئ الذي يعد قاعدة بحرية للملتقيات الوطنية والدولية لهذه الرياضة. شهد شاطئ فم لبوير، خلال الفترة الممتدة من 18 إلى 23 يوليوز الماضي، احتضان فعاليات الدورة الثامنة لبطولة العالم الأمير مولاي الحسن للتزحلق على الألواح الطائرة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. ويعتبر شاطئ فم لبوير، الذي احتضن هذه التظاهرة العالمية، والمنظمة من طرف جمعية "لاكون الداخلة" لتنمية الرياضة والتنشيط الثقافي والجمعية العالمية لمهنيي الكايت سورفوبرعاية من الجامعة الملكية المغربية للشراع والجامعة العالمية للرياضات البحرية، من أحسن المواقع لممارسة رياضة الركوب على الأمواج والتزحلق على الألواح الطائرة. وشارك في هذه التظاهرة الرياضية البحرية، أزيد من 34 بطلا من نخبة الأبطال العالميين في هذه الرياضة ، من بينهم أربعة أبطال مغاربة، وكذا أبطال عالميون من أستراليا، والبرازيل، وبلغاريا، وفرنسا واسبانيا. وأضحت بطولة العالم الأمير مولاي الحسن للتزحلق على الألواح الطائرة موعدا قارا ومتميزا، يساهم في الإشعاع الرياضي وفي تثمين الجاذبية السياحية لهذه الجهة الغنية بالمؤهلات الطبيعية. كما احتضنت النقطة الكيلومترية 25 (الداخلة سبرايت)، شمال مدينة الداخلة، من 13 إلى 22 غشت الماضي، فعاليات التظاهرة الرياضية للألواح الشراعية الطائرة "الداخلة داونوايند" التي تعتبر حدثا رياضيا بامتياز لخوض غمار مغامرة شيقة بساحل مدينة الداخلة. وكانت هذه التظاهرة فرصة لعشرين متسابقا ينتمون لعشر دول من بينهم المغربي عبد الرحيم متوكل، لاكتشاف المناظر الطبيعية والكثبان الرملية والسواحل والشواطئ الخلابة على طول 500 كيلومتر من الساحل الممتد بين الداخلة والكويرة. وفعلا اكتشف المشاركون مناظر طبيعية خلابة بالمنطقة، على رأسها شاطئ العركوب، وخليج سانطرا، إلى جانب شاطئ بير كندوز، وغيرهم من النقاط الساحلية الجميلة، مما جعل الدورة فرصة لإكتشاف المناطق السياحية الرائعة التي تزخر بها الأقاليم الجنوبية للمملكة. وتعد تظاهرة "الداخلة داونوايند" الوحيدة من نوعها في العالم التي تحظى بمشاركة عدد كبير من المشاركين، كما أنها ليست مجرد سباق للسرعة، بل سفرا يختبر القدرة على التحمل من خلال الوصول إلى الوجهة المحددة عبر التحليق فقط على طول شواطئ عذراء، بتوجيه من مؤطرين محترفين في هذه اللعبة.