مبنى متحف اللوفر بباريس فى الأصل كان قلعة بناها فيليب أوجست عام 1190 إبان الحروب الصليبية، وأخذت القلعة اسم المكان الذى شُيدت به إلى الآن، ثم تحولت تلك القلعة إلى مقر إقامة خاص بالملك شارل الخامس، وبعد ثلاثة قرون فى عهد فرانسوا الأول حاول تعديل مبانيها، وانتهى الأمر إلى هدم القلعة تمامًا، وتشييد قصر على نمط وذوق عصره. وعند وفاة الملك فى سنة 1547، وعلى الرغم من قلة عدد مجموعة التحف الملكية حينئذ، إلا أنها كانت تضم 12 لوحة من أجمل لوحات المتحف الحالية، منها 4 لوحات ل (رافائيل)، و4 لوحات ل (ليوناردو دافنشى). وفى عهد لويس الثالث عشر تم عمل توسعات جديدة فى مبنى القصر، وكان عدد اللوحات بالقصر عند توليه العرش لا يتجاوز المائتين، وبلغ عددها عند وفاته أكثر من ألفى لوحة، ثم أُهمل القصر حتى قيام الثورة الفرنسية التى أحيت فكرة إنشاء متحف يمكن الجمهور من رؤية الكنوز الفنية الكثيرة المتواجدة به، واتخذت حكومة الثورة قرارًا بذلك. بعد ذلك بدأت المجموعة الملكية بالازدياد، حتى وصلت فى عهد لويس الثالث عشر إلى مائتى قطعة فنية تقريبًا، ثم تابع هنرى الثانى وكاترين دو ميديسى عملية إثراء المجموعة بأعمال مميزة، تمامًا كما فعل الكثير من الحكام غيرهم، وعندما توفى لويس الرابع عشر فى العام 1715 كانت حصيلة المجموعة قد وصلت إلى 2500 قطعة وتحفة فنية، ظلت هذه المجموعة خاصة لمتعة البلاط الملكى الحاكم فقط، وذلك حتى قيام الثورة الفرنسية. استغل اللوفر فى القرن الثامن عشر لأغراض عدة منها: إقامة الحفلات الموسيقية، والأوبرا، بالإضافة إلى استعمال الفرق المسرحية الفرنسية الكوميدية لمسرح اللوفر الذى بناه لويس الرابع عشر، كما أجر معظم اللوفر للفنانين وغيرهم باستثناء الأقسام الملكية الخاصة، التى تم التحفظ عليها.. تقرر تحويل القصر إلى متحف للجمهور، وأطلق عليه (الجمهورية) تيمنًا بالجمهورية الوليدة بعد الثورة، وافتتح "متحف الجمهورية" بالفعل فى مثل هذا اليوم من عام 1793، ثم تقرر إغلاقه بعد مضى ثلاث سنوات بسبب أعمال الصيانة التى تمت فيه، وأعيد افتتاحه فى عام 1799 باسم "المتحف المركزى للفنون"، ثم تغير اسمه مرة أخرى ليصبح "متحف نابليون". أصبح المتحف فى العام 1848 ملكًا للدولة، كما وضعت له ميزانية خاصة لجمع المقتنيات الفنية الجديدة، إضافة إلى بعض الأعمال الفنية التى قدمت للمتحف كهدية، والتى بدورها ساعدت على إثراء المجموعة الأصلية، والتى وصل عددها اليوم إلى ثلاثمائة ألف عمل فنى تقريبًا.. وتوالت بعد ذلك أعمال التطوير حتى أصبح أكبر متحف فى العالم، وتبلغ المساحة المخصصة للعرض 60 ألف متر مربع، معروضة بها أكثر من 30 ألف تحفة، ويستقبل سنويًا أكثر من خمسة ملايين زائر. توالت الترميمات والتعديلات وتدفقت المقتنيات على المتحف، حتى أصبح أحد أشهر متاحف فرنسا والعالم، إلى أن وصلنا إلى العام 1981 حيث بدأت إدارة متحف اللوفر بمشروع ضخم لرفع مستوى المتحف وإجراء بعض التعديلات والترميمات المهمة والأساسية عليه، وتشغل مساحة صالات العرض فى متحف اللوفر حاليًا ستين ألف متر مربع، وظفت كلها لعرض ثقافة وحضارة آلاف السنين من التاريخ، بينما تشغل الحديقة مساحة ثلاثين ألف متر مربع وذلك بعد ضم حديقة تويلرى وكاروسيل.
من مواليد هذا اليوم: 1940 _ السلطان قابوس بن سعيد: سلطان سلطنة عمان الثامن. 1955 _ كارتر بورول: موسيقي أمريكي.
من الراحلين عنا في مثل هذا اليوم : 1917 _ خايمي دي بينييس: دبلوماسي إسباني. 1922 _ مارسيل بروست: أديب وروائي فرنسي.